انحدرت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا حاليا إلى مستوى جديد في الحضيض، وقد اقترح في الشهر الماضي، أحد كبار أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوري إيقاف عضوية تركيا في حلف الناتو، بينما لمح وزير الخارجية إلى الاستعداد لاستخدام القوة العسكرية ضد حليفة أميركا الضالة، مما يعني أنه ليس لأسلحة الولايات المتحدة أي عمل في تركيا، بل حان الوقت لإحضارها إلى الوطن، ويقول موقع brookings في تحليل للباحث ستيفن بايف إنه من الصعب عدم ملاحظة علامات العلاقة المتدهورة المتوترة، خصوصاً بعد أن ابتعد الرئيس رجب طيب أردوغان قائد تركيا الاستبدادي بشكل متزايد، عن كل من أوروبا والولايات المتحدة، وتعزيز علاقته مع زميله الاستبدادي فلاديمير بوتين، عبر 8 اجتماعات هذه السنة.

منظومة باتريوت

رفض أردوغان شراء منظومة الدفاع الجوي الصاروخية باتريوت لصالح S-400 الروسية، صواريخ غير متوافقة مع نظام الدفاع الجوي المشترك للتحالف، نتيجة لذلك، قامت الولايات المتحدة باستبعاد تركيا من المشاركة في برنامج جوينت سترايك فايتر، جاعلا من السؤال عن الجيل القادم لمقاتلات تركيا حرفيا سؤالا معلقا، ويضيف المحلل بايف، أنه بعد قرار الرئيس ترمب المتسرع بسحب الوحدة العسكرية الأميركية الصغيرة من شرقي سورية، أطلق أردوغان الجيش التركي في هجوم كبير، دون إظهار أنقرة أي اعتبار للقوات الكردية التي قامت بالكثير في التعاون مع جيش الولايات المتحدة للقضاء على داعش بتكلفة عالية حيث تم قتل حوالي 10 آلاف مقاتل كردي.

مسألة أخرى مثيرة للقلق - يستطرد الباحث - أن أردوغان يقول إنه يريد الأسلحة النووية، إذ قال في سبتمبر لحزبه السياسي: «بعض الدول تمتلك الصواريخ ذات رؤوس حربية نووية. ولكن الغرب يصر أننا لا نستطيع امتلاكه، وهذا شيء لا أقبله».

قاعدة أنجرليك

وفقًا لاتحاد العلماء الأميركيين، يمتلك جيش الولايات المتحدة 150 رأس قنبلة نووية نوع بي 61 في أوروبا من أجل الاستخدام في الصراعات من قِبل الولايات المتحدة وقوات جوية متحالفة معينة، كما قيل فإن 50 منها تقع في إحدى المنشآت الأميركية في قاعدة جوية تركية في Incirlik، بينما تستضيف قواعد في ألمانيا، وهولندا، وبلجيكا وإيطاليا الـ100 الأخرى، وتقوم المجموعة 39 لأنظمة أمن الأسلحة، بالتأمين والحفاظ على القنابل في Incirlik.

حماية أوروبا

لقد وظفت الولايات المتحدة الأسلحة النووية في أوروبا في أيام الخمسينيات الماضية 1950، وكان الهدف الذي دائما يقال، إن هذه الاستخدامات قد كانت بهدف ردع هجوم ضد الدول الأعضاء في حلف الناتو في أوروبا، ولكن قبل 10 سنوات، تساءل العديد في أوروبا عن الحاجة لمثل الأسلحة النووية الأميركية المتقدمة، غير أن واشنطن وحلف الناتو لا يزالان يريان وجود حاجة للقنابل النووية الأميركية في أوروبا.

100 قنبلة من نوع بي61 المستخدمة في قواعد عسكرية في دول الناتو غير تركيا تستطيع أن تلبي هذه المتطلبات، وليست هناك حاجة إلى امتلاك أسلحة نووية أميركية على أراضي خمسة أعضاء ناتو من أجل ردع الهجوم وتأكيد طمأنة الأعضاء الأوروبيين 27 في التحالف، وبالإمكان تحقيق ذلك بقنابل بي61 الموجودة في 4 دول.

مركبات جوية

بالرغم من أن القوات الجوية الألمانية والهولندية والبلجيكية والإيطالية كل منها ذات مركبات جوية ذات قدرة ازدواجية معتمدة لحمل الأسلحة النووية والطاقم المدرب لتوصيلها، أثيرت التساؤلات بخصوص إذا ما كان ذلك صحيحا مع القوات الجوية التركية، فإن السيناريو الأكثر ترجيحا والأسهل بدلاً من استخدام القنبلة النووية الموجودة في قاعدة Incirlik، هو إطلاق إف 17 الأميركية المسلحة بالنووية من قاعدتها في أفيانو بإيطاليا.

أسباب إخراج الأسلحة النووية من تركيا

انحدار العلاقات بين أميركا وتركيا إلى مستوى الحضيض

صواريخ S-400s لا تتوافق مع النظام الدفاعي للتحالف

ابتعد أردوغان عن أوروبا وأميركا وعزز علاقته ببوتين

يمكن تحقيق الردع بقنابل بي61 الموجودة في 4 دول

تساؤلات أوروبا عن الحاجة للأسلحة النووية الأميركية