عقد زمني آخر من الدوري السعودي للمحترفين يقترب من نهايته، وباستثناء لقب الفتح الإعجازي موسم 2013/12، تظهر إحصائيات أبطاله الأسماء المعتادة، الهلال والنصر والأهلي والشباب، محرر صحيفة sport 360 الرياضية «مات موناجان» يستعرض في تقرير مطول نشرته الصحيفة مؤخرا أبرز النقاط الرئيسية لأحداث 10 أعوام من عمر نخبة المسابقات الشرق أوسطية.

شد وجذب

خلال الجزء الأخير من هذه الحقبة، ظهر الشد والجذب ما بين الطموحات الكبرى والمسؤوليات المحلية لأهمية الدوري السعودي للمحترفين، خاصة مع تكرار الغياب الذي دام 12 عاما عن كأس العالم بين عامي 2006 و2018، ومغادرة منافسات كأس آسيا مبكرا لنسختين متتاليتين 2011 و2015، وهي أمور لا يمكن التساهل معها في وقت تعد فيه النظرة العالمية لإمكانات وقدرات السعودية تحت المجهر، هل يجب أن تعمل منافساته أولا كحاضن لأحد أكبر منتخبات آسيا، أم ينبغي أن تشارك كليا في نشر مبادئ الرؤية السعودية 2030 التي ترتكز عليها سياسات التوعية الجديدة للبلاد وتحظى باهتمام متجدد داخليا وخارجيا؟ إذا كانت هذه هي الأولوية القصوى، فإن اجتذاب أجانب بتكلفة عالية، مثل مهاجم الهلال وفرنسا السابق بافيتيمبي جوميز، يصبح ضروريا.

عودة الجدل

يعد متوسط ​​الحضور المستمر للموسم الحالي 9540 هو الأكبر خلال العقد، بينما يعلن الدوري أن حوالي 90 % من السعوديين يشاهدون الآن مقاطع فيديو على هواتفهم المحمولة كل شهر مع رقم قياسي بلغ 1.8 مليون مشجع تابعوا بث دربي الرياض في الموسم الماضي بين الهلال والنصر، وبين بطولات كرة القدم العالمية احتل دوري المحترفين أيضا المرتبة الثالثة على موقع (تويتر) فيما يخص التفاعل والتعليقات في موسم 2019/18، مع أكثر من 80 مليون تغريدة من 40 مليون حساب، بيد أن العثرات في حقبة الفرنسي هيرفي رينارد مع الصقور الخضر حاليا (5 نقاط فقط من 3 مواجهات في تصفيات الدور الثاني لكأس العالم 2022)، أعادت الجدل حول نقص الفرص أمام اللاعب المحلي، وهنا يكون التطبيق الدقيق لنصاب اللاعب الأجنبي أمرا بالغ الأهمية.

تراجع سريع

في افتتاحية عام 2017/16، وهو آخر موسم فعلت فيه رابطة دوري المحترفين قاعدة الاتحاد الآسيوي (4 لاعبين غير سعوديين)، شارك في المتوسط ​​8.6 لاعب محلي لكل فريق، وبحلول عام 2019/18، انخفض هذا الرقم إلى 4.8 مع ارتفاع العدد إلى 8 أجانب، على خلفية دعم هيئة الرياضة بقيمة 340 مليون دولار، وشهدت قائمة الأخضر المتأهلة للمونديال الماضي تراجعا سريعا لعناصرها في وقت اللعب المتاح، إذن لا عجب بعدها في تراجع النتائج والأداء بشكل صادم، في الوقت نفسه، وبفضل المخططات الجريئة الجاذبة للانتباه في حقبة رئاسة تركي آل الشيخ لهيئة الرياضة، لم يتراجع الاهتمام مع ذلك داخل المملكة، وتواجدت 3 فرق في ربع نهائي دوري أبطال آسيا في حدث غير مسبوق، إلا أن الحلول الوسط لا تزال بعيدة المنال كما كانت في وقت مضى.

حقبة شجاعة

أعلن صانع الألعاب البرازيلي تياجو نيفيز والجناح السويدي كريستيان ويلهامسون عن فجر حقبة جديدة شجاعة، وبكل فخر مثل زميليهما في الهلال محمد الشلهوب وياسر القحطاني، إضافة إلى لاعب وسط الأهلي تيسير الجاسم، تألق النجوم السعوديون، وبينما يتصدر كل من جوميز وحمد الله فيضان 2018 القادم من نجوم النخبة، برز عمر السومة الذي وصل الأهلي في يوليو 2014 كاسم مجهول، وأصبح رمزا بفضل مهارات غير مألوفة، تكوين بدني لملاكم من الوزن الثقيل، لمسة دقيقة مع كلا القدمين، مهارة هوائية تضاهي نجوم دوري NBA الأميركي للمحترفين وعين باحثة عن الإدهاش، وصلت إلى 108 أهداف حاليا في 114 جولة في الدوري، والعد مستمر، وبالحديث عن القدرة والتأثير والاستمرارية، فاللاعب البالغ من العمر 30 عاما لا يمكن مقارنته بأحد.

ثقافة مزمنة

يتم توفير كثير من الأشياء للمدربين في السعودية، إلا أن الوقت ليس واحدا منها، مؤخرا فقط كان هاشتاق #اطردوا جروس يتصدر الترند على موقع Saudi Twitter بعد أن بدأ السويسري حقبته الثالثة مع الأهلي بخسارة فادحة من الحزم، وعزز هذا العقد الصورة المتقلبة لرؤساء أندية، بدلا من إضعافها، كما أدت الأموال الإضافية إلى تفاقم ثقافة «التعاقد والإقصاء» المزمنة، تداعيات هذه الاختيارات تتجاوز النتائج المباشرة والأمان الوظيفي للمدرب، ومن عام 2010 إلى الآن غادر الأندية ما معدله 12.8 مدرب كل موسم عبر الإقالة أو الاستقالة أو بالتراضي، ولنضيف للسياق أن المسابقة فقط تضمنت 16 فريقا بدلا من 14 في آخر موسمين فقط، هذا الرقم تضخم في موسم 2018/17 برحيل 16 مدربا، قبل أن يسجل الموسم الماضي رقما قياسيا بمغادرة 20 منهم.

حصيلة لافتة

صيف هذا الموسم تعاقد الأهلي مع برانكو إيفانكوفيتش والوحدة مع ماريو سفيتانوفيتش وبحلول منتصف سبتمبر تمت إقالتهما، وتبعهما إلى صالة المغادرة كل من الكوكي (ضمك)، الجبال (الفتح) وسييرا (الاتحاد)، قبل أن يلحق بهم مدرب العدالة القصري، في حصيلة لافتة للنظر حتى بالمعايير الآسيوية، فعلى سبيل المثال، من 2011 إلى 2019 بلغ المتوسط في الدوري الصيني الممتاز ​​7.8 مدربين في الموسم وفي الدوري الإماراتي 7.6 خلال نفس الفترة، كما أن تطلعات رابطة دوري المحترفين السعودي المعلنة ليصبح واحدا من أفضل 10 عالميا تعني أيضا أن المقارنة مع كبرى المسابقات الأوروبية ذات صلة، فعلى الرغم من تضمنها 20 فريقا خلال فترة المقارنة سجل الدوري الإنجليزي 6.8 إقالات والإيطالي 12.3 والأسباني 9.9، في متوسط ​​أقل من الدوري السعودي.

تداعيات واسعة

الاضطراب الإداري البارز كانت له تداعيات واسعة النطاق، فدعم الهيئة تضمن المدفوعات الأساسية والمتأخرة لرسوم انتقالات وأجور معلقة ومطالبات تعويض، منعت فرق مثل النصر والاتحاد - بلغت ديونهما وحدهما 82 مليون دولار - من المنافسة آسيويا، أيضا هذا الهدر تضمن مبالغ كبيرة أنفقت على لاعبين اعتبروا ضروريين لمدرب ما وغير صالحين لآخر، على سبيل المثال، الاتحاد خلال موسمه الكارثي 2019/18 أتمم 24 توقيعا وغادره 34، إضافة إلى تعاقده مع 3 مدربين، وأنهى الأهلي عقد الأوكراني ريبروف بتكلفة باهظة بعد فقد اللقب بفارق ضئيل، واستمر كانافارو مع النصر من أكتوبر 2015 إلى فبراير 2016، في حين شهدت الفترة الأخيرة استقطاب الهلال لماميتش من العين وطرده بعد 16 مباراة، هذه الخيارات تحرم الفرق من الثبات التكتيكي والتدريبي وفرص التحسن، كما أنها ظاهريا تضع المكابح لمنافسة تصاعدية مؤثرة.

التشكيلة المثالية لدوري المحترفين السعودي (2010 - 2020) وفقا لاختيارات موقع sport 360:

حراسة المرمى

فاروق بن مصطفى "الشباب"

الدفاع

ياسر الشهراني "الهلال"

كواك تي هي "الهلال"

أسامة هوساوي "الهلال / الأهلي"

محمد عبدالشافي "الأهلي"

الوسط

سعود كريري "الهلال"

تيسير الجاسم "الأهلي"

تياجو نيفيز "الهلال"

كارلوس إدواردو "الهلال"

الهجوم

عمر السومة "الأهلي"