انتشر لدينا في الآونة الأخيرة مصطلح «النسوية»، ويعني المطالبة بحقوق النساء سواء كان من «النسويات» أو من الرجال، ويقاس عليه مصطلح «الذكورية» ومدلولاته المتنوعة.

وبغض النظر عن تاريخ هذا المصطلح في الغرب وموجاته المتعددة، إلا أن تحرير المصطلح لا بد منه في مرحلة «الخلط» بين الحق والباطل.

وعليه نقول، إنه إن كان المقصود هو المطالبة بحق «النساء» للعدالة الاجتماعية وفق الشريعة والقانون وقيم المجتمع، وحتى عاداته وتقاليده الإيجابية، فهو مصطلح «محمود ومقبول»، ولا يعدّ حينئذ من «التطرف».

وأما إن كان العكس من ذلك، بحيث يكون للانقلاب على الأصول، والتمرد على القيم، وتبرير الخيانة الوطنية، فهو «مذموم وغير مقبول»، ويعدّ من التطرف الفكري والسلوكي.

ولا يجوز أن يكون الحكم على المصطلح بالجملة، ولا يقبل إسقاط ذلك بمعناه المردود على كل من يخالفك في الرأي. فكلنا مع «النسوية» إن كانت مع حقوق المرأة الشرعية، وكلنا ضدها إن كانت ضد ثوابتنا الدينية والاجتماعية.

وقد كنا نطالب بحقوقها المشروعة في المحاماة، مرورا بالسياقة، وأخيرا بالسفر، وعشرات الحقوق الأخرى، وكانت هناك ممانعة «غير مشروعة» من «المتطرفين»، ولكنها نالتها، وثبت أنه حقها.

ولكن، لا يعني ذلك تجويز المطالبة بما ليس حقّا لها، وكذلك لا يجوز تشويه «النسوية» لمجرد «متطرفات» يطالبن بما يخالف الثوابت، مثل أنه لا يجوز تشويه «الإسلام» لمجرد «متطرفين» إرهابيين يمتهنون التكفير والتفجير.