فيما تشترك الأمراض الذهانية بإيهام المريض بأن ما يشعر به صحيح، نجد أن المصاب بمرض اضطراب الآنية يعي أنه شعور غير حقيقي فهو يعلم أنه ليس في حلم أو فيلم لكن الشعور بأنه داخل الحلم يظل ملازما له. وأوضح استشاري الأمراض النفسية الدكتور وليد السحيباني أن مرضي اضطراب الآنية واختلال الآنية « derealization and «depersonalization متشابهان في المسمى ولكن مختلفان في الآثار، فاضطراب الآنية يوجد بنسب قليلة لكن ذو أثر طويل، أما بالنسبة لاختلال الآنية يحدث بنسبة عالية لكنه «مؤقت» وحسب الدراسات العالمية يوجد 1 إلى 2 % فقط من يتحول لديهم الشعور من اختلال مؤقت إلى اضطراب دائم.

مسببات المرض

كشف استشاري الطب النفسي الدكتور أحمد النعمي عن مسببات لاضطراب الآنية أبرزها: الصدمات والضغوط النفسية الحادة، والأمراض النفسية أشهرها القلق والاكتئاب، والنشأة في عائلة يكون بها الوالدان مصابين بأمراض نفسية، مشيرا إلى أن اضطراب الآنية ينتشر أكثر في المراهقين والشباب في بداية العشرينيات، وأن 3 من كل 100 شخص قد يصابون بالمرض في أي وقت من حياتهم.

الجانب النفسي

نجد أن اضطراب الآنية عبارة عن شعور يأتي لبعض من الناس تكون فيه نظرته وإحساسه بنفسه، وكأنه غير حقيقي. أما اختلال الآنية فيشعر الشخص كأنه بالمحيط الخارجي وكأنه ليس هو، ويشعر كأنه في فيلم أو حلم وأن الأشياء غير حقيقية هذا الشعور يحصل حسب الدراسات العالمية بنسبة 20 % ولا يتحول لمرض اضطراب الآنية، لأنه مجرد شعور عابر يحدث بسبب ضغط نفسي أو مشكلة صحية.

ويقول السحيباني الإنسان يعي أن هذا الشعور غير حقيقي ويستطيع المصاب به أن يتناقش مع أهله أو أصدقائه وفي نفس اللحظة يشعر أنه في حلم أو فيلم، وهو شعور غريب ومزعج وغير مريح وكثير من المرضى لا يعلمون أن الجانب النفسي هو المسبب له.

أكثر صعوبة

أبان النعمي أن اضطراب الآنية له مسميات عدة منها تبدد الشخصية أو اختلال الهوية أو اضطراب الآنية، وتشترك معانيها جميعا في أنه شعور مزعج يصعب وصفه وبالتالي يحتار المصاب به في كيفية ومكان إيجاد الحل. وأضاف: الاضطراب عبارة عن أفكار يستطيع المريض إدراكها وتمييزها وينزعج من أعراضها، حيث يشعره بالتغير في شخصيته أو جسمه ويبدأ المريض بالشعور بأنه لم يعد هو نفسه لكن لا يشعر أنه أصبح شخصا آخر إنما هو شعور يدركه المريض باختلافه عما كان.

طرق العلاج

أبان الاستشاري النفسي الدكتور جمال الطويرقي أن العلاج يكون عن طريق العلاج (المعرفي السلوكي) بالجلسات أو باستخدام العقاقير أو قد يتم جمع الطريقتين معا.

وأوضح النعمي أن العلاج يعتمد على علاج المسببات لهذا الاضطراب وعلى شدة الأعراض وتأثيرها على حياة الشخص، مضيفا أنه في حالة عدم معرفة سبب الاضطراب فإن هناك بعض العلاجات التي أثبتت الدراسات جدواها وتشمل العلاج بالجلسات النفسية والعلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتنويم المغناطيسي والإيحاء إضافة لأدوية القلق والاكتئاب وأدوية الصرع.

أسباب اضطراب الآنية

-الصدمات والضغوط النفسية الحادة

-الأمراض النفسية وأشهرها القلق والاكتئاب

-الإدمان

-التحرشات الجنسية

-موت عزيز فجأة

-النشأة في عائلة يكون بها الوالدان مصابين بأمراض نفسية شديدة

-الأمراض العصبية مثل الصرع أو إصابات الرأس

-الأمراض المناعية

-اضطرابات النوم وانقطاع التنفس