إذا كانت أنظار عشرات الآلاف من المتظاهرين في ساحة التحرير بقلب بغداد تتجه إلى معاقل الطبقة السياسية العراقية للمطالبة بتغييرها، ستكون العيون شاخصة صوب الأردن، اليوم، حيث يلاقي أسود الرافدين منتخب إيران في مباراة تتعدى رمزيتها منافسات كرة القدم.

حساسية المحتجين

في حسابات كرة القدم، يأتي اللقاء ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة الى كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023. ويبحث العراق عن تعزيز صدارته للمجموعة الثالثة بـ7 نقاط بفارق الأهداف عن البحرين، وإيران الثالثة 6 نقاط، بينما تبتعد هونج كونج وكمبوديا (نقطة واحدة).

لكن أبعد من المستديرة، تضمر المباراة حساسية المحتجين العراقيين من جارة يعتبرون أنها حولت أرضهم إلى ميدان لألاعيبها السياسية في التصفيات المفتوحة لإقليم مضطرب.

نقل اللقاء

كان من المقرر أن يستضيف ملعب البصرة الدولي، اللقاء، لكن الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثاني وتخللتها أعمال عنف دامية أودت بالمئات، دفعت إلى نقلها إلى الأردن، كما المباراة ضد البحرين، المقررة الثلاثاء المقبل.

وعلى وقع المباراة المرتقبة، حول عدد من المتظاهرين مدخل جسر الجمهورية الواصل بين ساحة التحرير والمنطقة الخضراء، والذي يحتله المتظاهرون منذ انطلاق الموجة الثانية من الاحتجاجات في 24 أكتوبر، إلى ملعب كرة قدم مصغر.

وكان آخر لقاء جمع المنتخبين في نهائيات آسيا في الإمارات العام الحالي، وانتهى بالتعادل السلبي. أما آخر زيارة للمنتخب الإيراني للعراق كانت نهاية عام 2001، ضمن تصفيات مونديال 2002، وخسر فيها صاحب الأرض بهدفين لهدف.

لكن متظاهري ساحة التحرير يرون أن الظروف الراهنة لا تسمح بالخسارة، فالمنتخب بالنسبة إلى أحد هؤلاء الذي فضل عدم كشف اسمه، لا يشارك في مباراة عادية، بل «هم (الإيرانيون) يلعبون على أرضنا منذ 16 عاما، وهذا إياب الثورة!».