الحمدلله القائل (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، والصلاة والسلام على رسوله القائل (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)، والقائل (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع).

إن المرء ليذهل مما يحدث من أمور تجعل الحليم حيران، وليس ذاك من الأعداء، فإن الله قد كشف أمرهم لنا، وبين حالهم، وحذر منهم في آيات كثيرة، ولكن الذهول من حالِ وأفعالِ من كنت تعده أخاً أقرب من صديق، ثم تجد الانقلاب منه عليك في حاله وأفعاله ومقاله، والغريب العجيب أن يكون مقاله تكرارا لمقال عدو متربص ينقله ويبثه دون تحقق وتثبت، وهذا والله هو العجب العجاب لمطابقة حاله حال من يعين الكلاب لنهش جسده، ويؤوي الذئاب لفتك بنيه، ويصيغ السمع لحاقد على أئمته ليسعى في أن يشق عليهم عصا الطاعة، ويفرق عنهم صف الجماعة.

لقد تكرر المشهد في أزمات كثر مذ حادثة الحرم الآثمة بداية القرن ثم في أزمة الخليج ثم وثم وثم، وما زلنا نسمع ونرى أولئك الذين يهرفون بما لا يعرفون، بل إنما هم يرددون ما يردهم من المتربصين بعقيدتنا ولحمتنا وولاتنا ومجتمعنا دون وعي بما يحيكه الأعداء نحونا، وإن آخر حدث طال حديث الكيد والغي حوله هو حدث اكتتاب شركة أرامكو السعودية، إذ إن المرء يتعبد الله في عددٍ من أمور دينه عبر ما يرده من ولي أمره، ولقد ربطت الشريعة بدء صيام رمضان وانتهائه بما يقره ولي الأمر من ثبوت رؤية الهلال، وكذلك وقت دخول شهر الحج، وكذا نفير الجهاد، وعدد مما ينظم للناس عباداتهم وشؤون حياتهم، فإن مرده لولي الأمر وما ينظمه لهم، ومن أجل ذلك، وجب علينا عدم الخوض فيما لا يعنينا، والسمع والطاعة بالمعروف لولي أمرنا، فثقتنا فيه في أمور ديننا متحققة صادقة، ومن باب أولى هي كذلك في أمور دنيانا، ولا يهمنا أو يشغلنا عن مواصلة مسيرة قافلتنا المباركة نباح الكلاب المتعاركة، وليكن خلقنا وسلوكنا ما أكد عليه نبينا صلى الله عليه وسلم فقال (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت). حمى الله بلادنا بلاد الحرمين من كل شر وفتنة، وأيد ولاة أمرنا بالحق وسددهم، ونصر جنودنا على من بغى علينا، وأصلح أحوال المسلمين في كل مكان، والحمدلله رب العالمين.