حينما يقدّر الله علي أن أراجع الدوائر الحكومية، فأجد كثيرا من التقصير وعدم الانضباط، فهو نوع من الفساد. في حين أنه من الواجب على المسؤول وجميع الموظفين أن يكونوا موجودين في أماكنهم لخدمة الناس، بلا تسيّب ولا سوء تعامل.

وحينما أقارن بين المسؤولين اليوم، وبين مولانا خادم الحرمين الشريفين، حينما كان أميرا لمنطقة الرياض لأكثر من نصف قرن، أجدُ البونَ الشاسع.

إذ نجد كثيرا من صغار المسؤولين -فضلا عن كبارهم- لا يداومون، ويتأخرون ولا يستقبلون المواطنين، ويعطلون مصالحهم.

وبما أني ابن الرياض، ولادةً ونشأة وحياة، فقد تعوّدت على ما يراه الناس من القدوة في الملك سلمان، حتى قيل إن أصحاب المحلات المجاورة للإمارة يضبطون ساعاتهم بوصول «الأمير»، بشكل يومي بلا غياب ولا تأخر، وهو «حاكم قصر الحكم» فكيف بغيره من المسؤولين.

وكذلك في «كل يوم» يستقبل الناس من بعد صلاة الظهر حتى آخر مراجع يتقدم بطلبه ولو كانوا بالمئات، ولا يخرج الأمير من ديوان الإمارة إلا وقد وقّع كل الأوامر تجاه كل المراجعين خلال ساعات فقط، وأما إن كان في مهمة خارج الرياض ففي اليوم التالي يأتي الأمر موقّعا منه.

فبالله عليكم، قارنوا بينه وبين اليوم، حينما لا نجد المسؤول يداوم، وإن داوم جاء متأخرا، ولا يستقبل الناس إلا قليلا، ولا ينجزهم. فهلا اقتفى المسؤولون الاقتداء من ولي أمرنا القدوة؟!