«اللص التركي» الذي قُبض عليه الأسبوع الماضي حال تلبسه بالتسلل إلى معرض عمارة الحرمين الشريفين في حي أم الجود بمكة المكرمة، وتحطيمه لعدد من المقتنيات النادرة في محاولته لسرقة الآثار، وسُلمت قضيته لجهاز أمن الدولة، ذكّرنا باللصوص العثمانيين الذين سرقوا الحرمين وتاجروا فيهما وذلك خلال احتلالهم للوطن العربي وأرض الحرمين تحت مزاعم الخلافة.

ومن المعروف تاريخياً أن نفائس «الحجرة النبوية» كانت محفوظة منذ زمن الصحابة حتى سرقها اللص فخري باشا عام 1917 نحو الأستانة بأمر السلطان العثماني وفق الوثيقة رقم 185، وفي موقع ويكيبيديا كثير من التفاصيل الموثقة، ومجموع «الأمانات المقدسة» المنقولة إلى إسطنبول في عهده فضلاً عمن سواه بلغت 269 قطعة، وبعض نفائس «الحجرة النبوية» بيعت في أزمنة مختلفة من عهد الاحتلال العثماني للحرمين بزعم استيفاء عمارة الحرم النبوي.

وإذا كانت الوثائق العثمانية وصفت ما نقله فخري باشا من الحجرة النبوية بالأمانات المقدسة، فيجب على الحكومة التركية إعادة «الأمانات» لمكانها، مع الاعتذار عن هذه السرقات والاعتداءات على الحرمين الشريفين، إذ إنهما لا يقلان عن موضوع الاعتراف والاعتذار عن مجازر الأرمن.

فهذه الأمانات (المسروقات) حق لكل المسلمين، ويجب أن تعود لمكانها، لا أن تتجمل متاحف إسطنبول حتى بقطع الحجر الأسود المسروق.

ونأمل أن تتخذ الجهات المختصة الإجراءات القانونية لاستردادها إلى مكانها بالتواصل الدبلوماسي أو حتى عبر القضاء لصالح ملياري مسلم.