كشف مصدر يمني في صنعاء أن الإجرام الحوثي لا يزال يتواصل بنهب وسرقة أموال وأملاك وعقارات المواطنين بالقوة، ونزع ممتلكاتهم الشخصية والعامة قهرا دون أي اعتبار أو رادع، وكان آخر نتائج هذا القهر إقدام أحد المواطنين اليمنيين على إحراق نفسه أمام مقر رئاسة الوزراء في العاصمة صنعاء نتيجة تعرضه للظلم والابتزاز على يد عصابة الحوثيين.

الاستيلاء على الأراضي

بين المصدر لـ»الوطن»، أن قيادات ميدانية ووزارية تابعة للحوثي تقوم بالاستيلاء على أراضٍ للمواطنين دون وجه حق، وقام قيادي حوثي معروف أول من أمس بسرقة أرض يملكها أحد المواطنين في صنعاء وذلك رغم تقديمه ما يملك من أوراق شرعية ومستندات تثبت ملكيته للأرض.

وقال المصدر إن المواطن جمال الضبيبي أحد سكان صنعاء، قدم إليه مندوب من أحد القيادات الحوثية وأبلغه أن أرضه المملوكة بصك شرعي لم تعد ملكا له، وبناء على ذلك حذره من العمل فيها بأي شكل من الأشكال أو الاقتراب منها، ما أصاب المواطن الضبيبي بالقهر والحسرة والألم، بعد السيطرة على أملاكه وأرضه دونما وجه حق وتسجيلها على الفور باسم أحد القيادات الحوثية دون وجود مصوغ قانوني ظلما وقهرا وعدونا. وبتصرف همجي وفوضوي، قاموا بتجريده من كافة ممتلكاته، فيما لم يجد الضبيبي من ينصره أو يوقف الحوثيين عن ظلمهم وجورهم.

المواطن يحرق نفسه بالنار

قال المصدر إن المواطن اليمني جمال الضبيبي لم يجد أمامه أي حل بعد أن ضاقت به الطرق، وأغلقت كل الأبواب في وجهه، فما كان منه إلا أن أقدم على إحراق نفسه أمام مقر رئاسه الوزراء في العاصمة صنعاء، وذلك احتجاجا على ما تعرض له من ظلم وابتزاز من قبل قيادات حوثية بارزة وعلى مرأى ومشهد للمارة والميليشيات التي كانت حاضرة وقت إحراق نفسه.

غياب القضاء

أشار المصدر إلى أن المواطن توجه إلى القضاء إلا أن المحكمة رفضت حتى النظر في قضيته أو قبولها. وقال أحد موظفي المحكمة للمواطن عندما أراد إقامة قضية ضد القيادي الحوثي، إنه لا يمكن أن تقيم هذه القضية لأن الحوثيين يمثلون القضاء.

يأتي ذلك في وقت التزم فيه أقرباء المواطن وقبيلته الصمت ولم يجدوا أي وسيلة أو طريقة للحديث مع الحوثيين أو انتقادهم أو حتى اتهامهم بأي تهمة فضلا عن إيقاف تجاوزاتهم.

وبين المصدر أنه تم نقل المواطن جمال الضبيبي البالغ 41 عاما إلى المستشفى الجمهوري لتلقي العلاج بعد إضرام النار في نفسه، إلا أنه توفي متأثرا بجراحه بسبب الحروق الخطيرة التي طالت جسده.

تهديد أسرة الشهيد

كشف المصدر أن فريقا من عصابات الحوثيين قبضوا على عدد من الذين صوروا مشهد إشعال الضبيبي النار في جسده، كما هددت العناصر الحوثية أسرة جمال الضبيبي بعدم التحدث لوسائل الإعلام حول ما حدث له أو حول مظلوميتهم أو تذمرهم، وفي حال حدث ذلك فإن السجن والتعذيب والقتل سيكون مصير من يخالف هذه الأوامر.

وبين المصدر أن هناك حالات كثيرة تعيش القهر والألم نظير تجاوزات الحوثيين وظلمهم وقهرهم، وهذه العصابات تواصل الانتهاكات والاعتداءات على حقوق المواطنين في مناطق سيطرتهم دون أي رادع، وفي ظل غياب وصمت وعدم وجود لأي منظمات أو جمعيات حقوقية أو إنسانية، وأن كافة المنظمات المتواجدة حاليا في صنعاء هي حوثية وجميع العاملين بها متعاطفون ويعملون لصالح الحوثيين، وإظهار محاسن مظللة لهم وإخفاء الوجه القبيح لتجاوزاتهم.

زيادة حالات الانتحار في صنعاء

- غياب للإحصائيات حول العدد الحقيقي للحالات

- الضغوط المعيشية والنفسية بسبب الحرب الدامية

- ممارسات وظلم الحوثيين المتاجرين بدماء اليمنيين

- تهديد الحوثي لكل من يخالفه بالتعذيب والقتل

- غياب القانون الذي يحمي المواطنين بعد سيطرة الحوثي على كافة الجهات