خلال حلقة الحصاد الاستثنائية التي تابعت أحداث اللقاء الذي جمع الهلال السعودي وأوراوا الياباني على ملعب الأخير في ختام النهائي الآسيوي، دافع الإعلامي الأنيق محمد السويلم عن المدافع علي البليهي بضراوة، ووصفه برجل المباراة الأول، ويتعين على الجميع رد اعتباره بعد الحملة التي شنت عليه سلفا، وتحديدا قبل موقعة الذهاب، وطلب مني السويلم من باب العشم أن أتناول في مقالي الذي أطرحه في تلك المساحة بالثناء على البليهي لأنه أحد الجنود التي ضحت وقاتلت في جميع مواقع التنافس في سبيل رفع شأن فريقه، ولم يكن هذا الجندي المغوار -على حد وصفه- عاديا، حيث تجاوز مده لمساحات أمامية أسهمت في هز مرمى الخصوم، علاوة على إنقاذ فريقه من أهداف ذهابا وإيابا، لو ولج أحدها لربما تغيرت واجهة النزالين، حديث السويلم ربما تغلفه الغيرة على اعتبار أنه كان يقود متوسط الدفاع في أكثر من فريق، وبالتالي ينظر للعطاء من زاوية قد تكون أمامنا غير واضحة، والذي تجلى أمامنا في المشهدين تبدل عطاء البليهي وبات أفضل من يقود الشق الأيسر، ليس على مستوى الهلال فحسب، بل على صعيد المنتخب الذي أتوقع أن يعود من الباب الكبير. أعود لحديث الزميل السويلم الذي لم يتوقف عند البليهي وإنما عرج للقائد صالح النعيمة، ويبدو أن هناك قصة عشق تنامت في مشاعر هذا النجم كروياً وإعلامياً مع القائد الملهم صالح كما يرويها في معرض حديثه. والأكيد أن وصف النجوم عندما يأتي من متخصص تشعر بالدقة وكأنها مشاعر تنسج أبياتها من عشق تنامى أمامه، وبالتالي تنبري الكلمات التي تأخذ مكانتها وتقف في مواقعها بكل جمالية، لأنها حضرت بعد معاناة. البليهي والفرقة الزرقاء بحق كانوا في يوم الختام منظومة عزفت أجمل الألحان، كل فرد هتف بنغمة خاصة، تكاملت تلك الأهزوجة وأخرجت ملحمة النصر وظفر الهلال ببطولة غالية مؤكدا. إنها لأميز في كل الأحوال حتى لو عاندته فترات فإنها تذعن له لأنه سيدها، الزعيم كان غير عادي، بل إن المراقب يشعر بأن هذا الفريق مختلف عن البقية. عاد هلال آسيا يتلألأ ويختال في ملعب (سيتاما) الصعب، وحوله إلى جزء من ممتلكاته وهو يرسم إبداعاته في يوم مشهود، ربما لم يمر على هذا الفريق طوال تاريخه أن رسم السيمفونية التي جسدها في خلال النزال الذي أعلن عودته للمجد الآسيوي الغائب (عنوة)، لكن في هذه المرة حضرت السابعة وزاد منافسيه حرجا للوصول إلى أرقامه الصعبة محليا وخارجيا.