فيما أعلن المتحدث الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي،عن مبادرة التحالف بإطلاق سراح 200 أسير من أسرى الميليشيا الحوثية، إضافة إلى تسيير رحلات جوية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لنقل المرضى من العاصمة صنعاء إلى الدول التي يمكن لهم أن يتلقوا فيها العلاج المناسب لحالاتهم، كشف تقرير لمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان ارتكاب الحوثيين أبشع الانتهاكات ضد المرأة اليمنية.

موضوع إنساني

وأكد المالكي أن مبادرة إطلاق 200 أسير حوثي جاءت انطلاقاً من حرص قيادة التحالف على مواصلة دعم جهود حل الأزمة في اليمن، والدفع باتفاق ستوكهولم بما في ذلك الاتفاق المتعلق بتبادل الأسرى، وتهيئة الأجواء لتجاوز أي نقاط خلافية في موضوع تبادل الأسرى الذي يعد موضوعاً إنسانياً في المقام الأول، واستمراراً لجهود التحالف في تحسين الوضع الإنساني وخاصة الصحي للشعب اليمني، وعملاً بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، وما نصت عليه القوانين والاتفاقات الدولية ذات الصلة.

ضحايا النساء

من جهتها، تصدرت نساء اليمن قائمة ضحايا العنف، سواء عبر الإصابات المباشرة من الحرب، أو الآثار الأخرى التي عانتها بشكل غير مباشر، حسب تقرير مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، فيما تتحمل النساء الناجيات من عبث الحوثيين والموت المباشر، العبء الأكبر من المسؤولية الأسرية والأضرار النفسية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الحرب والعنف المجتمعي.

واعتبر التقرير أن الحرب هي أكبر أنواع العنف التي تصيب المجتمع، وفي مقدمته النساء والأطفال، لافتا إلى أن الجمعية العامة للأمم دعت منذ عام 1999 إلى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة للقضاء على العنف ضد النساء، ودعت فيه الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، إلى إحيائه بتنظيم أنشطة تسلط الضوء على ظاهرة العنف ضد المرأة.

عنف متعدد الوجوه

ورصد التقرير وجوه العنف المسلط على النساء في اليمن خلال سنوات الحرب الأخيرة ومنذ انقلاب الحوثيين على السلطة في 2014، حيث تشمل قائمة العنف القتل المباشر لمئات النساء، سواء كان قنصا أو قصفا أو إصابات، وتجاوز عددهن 1500 امرأة وفق إحصائيات وتقارير مختلفة، فضلا عن بتر الأعضاء جراء حقول الألغام الهائلة التي تحيط بالقرى المأهولة بالسكان ومداخل المدن. وتابع التقرير «المؤسف أن حقول الألغام والمتفجرات تصيب الفئة الأكثر ضعفا في مجتمع الحرب باليمن وهم النساء والأطفال، حيث إنهم الأكثر حركة وتنقلا في القرى المأهولة والمدن المحاصرة».

الاعتقال والإرهاب

ويقول التقرير إنه في الوقت الذي تعاني النساء في صنعاء من قمع ممنهج من قبل سلطات الحوثيين، والذي وصل إلى حد اعتقال عشرات النساء من قبل الأجهزة الأمنية الحوثية، وتلفيق التهم المختلفة لهن من انتماءات سياسية إلى تهم بارتكاب جرائم أخلاقية مختلفة، إلى جانب سلسلة طويلة من الملاحقات والاعتقالات، مما يجعل هؤلاء النساء في خطر حقيقي لفقدان حياتهن إما بسبب السجون السرية، أو تعرضهن إلى قمع المجتمع جراء تلك التهم والملاحقات وتشويه السمعة.

وحسب بيانات منظمات حقوق الإنسان في صنعاء، فإن هناك ما يزيد على 200 امرأة ما بين مخطوفات ومخفيات أو يتم ملاحقتهن بشكل قمعي عبر إرهاب منظم من قبل أجهزة أمنية تتبع قيادات القوات الحوثية.

نساء تعز

واعتبر التقرير أن محافظة تعز تشهد حاليا أعلى معدلات للضحايا النساء بين المحافظات المختلفة، حيث سجل مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان hritc في اليمن 46 اعتداء جسديا طال النساء في محافظة تعز خلال الفترة من يناير 2019 وحتى أكتوبر الماضي، تسببت فيها ميليشيا الحوثي.

ووثق الفريق الميداني للمركز في التاريخ نفسه مقتل 17 امرأة بسبب القذائف الحوثية العشوائية في تعز، و3 قتيلات أخريات بسبب قناصي الحوثي، في حين تسببت الألغام التي تزرعها الميليشيا بشكل عشوائي في مقتل 5 نساء، إلى جانب قتل امرأة واحدة برصاص مباشر للميليشيا، فيما قتل أحد أتباع الميليشيا والدته بسلاح أبيض.

الاشتباكات الأمنية

وتسببت الاشتباكات الدائرة بين اللجنة الأمنية ومسلحين خارج إطار الدولة في مقتل امرأتين، فيما قتل مسلح خارج إطار الدولة امرأة أخرى، ووثق الفريق إصابة 36 امرأة، حيث أصيبت 14 امرأة بشظايا جراء القذائف والمدفعيات المختلفة، كما أصيبت 10 نساء برصاص قناصي الميليشيا، في حين تسببت الألغام في إصابة 6 نساء أخريات.

ويضيف التقرير أن الاشتباكات بين اللجنة الأمنية ومسلحين خارج إطار الدولة تسببت في إصابة امرأتين، بينما أصيبت امرأة جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون، كما أصيبت 3 أخريات برصاص مسلحين خارج إطار الدولة.

عون المجتمع

ويرى التقرير أن عملية وقف العنف الموجه ضد النساء في اليمن تحتاج إلى تضافر جهود أطياف المجتمع من سلطات وأحزاب ومنظمات دولية ومؤسسات المجتمع المدني، وتابع «لا بد أن نؤمن بأن وقف العنف ضد النساء ووقف استهدافهن في الحرب الدائرة سيشمل الخطوة الأهم لحماية المجتمع وصنع السلام، كون النساء هن الأكثر قدرة على خلق الاستقرار المتوازن على مستوى الأسرة والمجتمع».

ضحايا النساء في تعز خلال 9 أشهر فقط

- مقتل 17 امرأة بسبب القذائف الحوثية العشوائية

- 3 قتيلات أخريات بسبب قناصي الحوثي

- مقتل 5 نساء بسبب الألغام التي تزرعها الميليشيا

- قتل امرأة برصاص مباشر للميليشيا