لا شك أن التغذية السليمة من أهم الأسباب لجودة الحياة وصحة الإنسان وطول العمر، خاصة إذا كانت مصادر التغذية هي الطبيعة الخضراء، بعيداً عن سموم المبيدات والمواد الكيميائية التي أفسدت الأخضر واليابس بالسنوات الأخيرة.

وحيث إن الطب الحديث لا يستطيع نفي فوائد العديد من الخضروات والفواكه والمستحضرات الطبيعية، فقد تكون تلك المواد عاملاً مساعداً في حماية الإنسان من الأمراض، ومن ثم عاملاً مساعداً بالشفاء، ولكن دون ترك الأدوية العلمية المؤصلة والمثبتة فائدتها بأبحاث طبية محكمة.

بكل بساطة فلننظر لعصور سابقة حين كان الجدري وشلل الأطفال والحصبة تقتل الملايين من البشر، رغم وجود (الكركم والحلبة والثوم)، واختفاء تلك الأمراض القاتلة بعد اكتشاف التطعيمات لتلك الفيروسات. وأيضاً بكل بساطة فلننظر لمعدل زيادة الأعمار بالدول الصناعية بالقرن السابق، نظراً لتطور الخدمة الطبية وجودة الأدوية، فبينما بلغ متوسط عمر مواليد عام 1960، 52 عاما، بلغ متوسط العمر اليوم 72 عاما، الموضوع واضح ولا يحتاج (فذلكة) ورسائل نظرية المؤامرة، فالأرقام لا تكذب على مدى التاريخ.

لفت نظري ظهور حرب جديدة بوسائل التواصل الاجتماعية، أطلق عليها حكيم زمانه (حرب الثوم)، وقد قامت بين جيشين لا يقهران، ما بين مؤيد ومنتقد لفوائد الثوم (العظيمة). وسألعب دور المتحدث باسم الأمم المتحدة الذي يتفق مع جميع الأطراف ويطالب بوقف (النار) فوراً، وتغليب مبدأ العقل في هذه الحرب الضروس. قد تفيد بعض الأبحاث وتذكر أن للثوم خصائص جيدة طبياً، ولكن أيضا ما ذُكر أن الثوم سبب رئيس في الطلاق والشقاق والفراق بين أفراد المجتمع لهو حق، وليس من المعقول ترك التداوي بأدوية أُنفقت عليها مليارات، والاعتقاد بأن (الثوم) لديه ذلك السحر العجيب بديلا عن مسيلات الدم لعلاج انسداد شرايين القلب مثلاً!.

عزيزي مدمن التغريدات والفتاوى الطبية، إذا أردت الثوم فاستخدمه، ولكن لا تروج أنه سوف يكون بديلاً لعلاج فعال، وذلك ينطبق على الثلاثي السحري (الكركم والحلبة والبصل) التي يتم سؤالي عنها في كل عيادة ولقاء، وحتى وقت لعب البلوت.

لتعلم عزيزي مدمن (الثوم) والبصل والفجل والكراث، أنها كأي نباتات أخرى، يوجد فيها بعض الفيتامينات والخصائص الطبيعية، ولكنها ليست دواء سحرياً للأمراض الفتاكة، وبما أن الملائكة تتأذى منها فالأولى أن يكون البشر كذلك.