في الوقت الذي تصاعد فيه الرفض الشعبي في العراق للتدخل الإيراني في شؤونه الداخلية، خصوصاً في المدن الجنوبية، أقدم متظاهرون ليلاً على إحراق القنصلية الإيرانية في مدينة النجف، بعد هجوم مماثل لقنصليتها في مدينة كربلاء المقدسة في وقت سابق، وسط هتافات «إيران بره بره، بغداد تبقى حرة».

وفرضت السلطات العراقية حظرا للتجوّل في مدينة الناصرية الواقعة جنوباً أمس، بعد ارتفاع عدد القتلى إلى 27 متظاهرا بالرصاص بعد عملية القمع الواسعة التي شهدتها المدينة مسقط رأس رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بعد ساعات من إعلان تشكيل خلية أزمة عسكرية في المحافظات الجنوبية المنتفضة لإدارة الملف الأمني فيها، واستعادة النظام.

انتشار الأمن

وتسلم الفريق جميل الشمري الذي كان قائدا لعمليات البصرة خلال المظاهرات الدامية في صيف 2018، مسؤولية الملف الأمني في الناصرية، فيما انتشرت عناصر أمن في محيط المدينة حيث قاموا بعمليات تفتيش لجميع السيارات والأشخاص الذين يحاولون الدخول.

واندلعت الصدامات الأخيرة أمس قرب ساحة الاحتجاج في الناصرية، حيث قامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين وطردهم من جسرين رئيسيين كانوا يحتلونهما منذ أيام، في الوقت الذي أكدت مصادر طبية وأمنية أن 16 متظاهرا على الأقل قتلوا بالرصاص، وأصيب 100 آخرون بجروح خطيرة خلال هذا المواجهات.

حظر التجوّل

وبعد ساعات، أعلنت السلطات المحلية حظر تجول، وشوهدت تعزيزات عسكرية منتشرة حول أطراف المدينة وتفتيش جميع السيارات والأشخاص الذين يسعون للدخول، وقامت السلطات باتخاذ خطوة مشابهة في مدينة النجف حيث أحرق المتظاهرون القنصلية الإيرانية خلال الليل.

وقال مراسلون إن شوارع النجف شبه مقفرة صباح أمس إثر الحظر المفروض، وأعلنت الإدارة المحلية عطلة رسمية للموظفين، في حين طالبت إيران العراق باتخاذ «إجراءات حازمة ومؤثرة» ضد «العناصر المعتدية» على قنصليتها في مدينة النجف.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي «استنكاره الاعتداء» على القنصلية الإيرانية، موضحة أنه «تم إبلاغ السفير العراقي في طهران رسميا بشأن احتجاج إيران الشديد في هذا الخصوص».

قطع الطرقات

وفرضت السلطات حظراً للتجوال في الناصرية وكل مدن محافظة ذي قار جنوب العراق حتى إشعار آخر، فيما أفاد مراسلون أن عشرات من المتظاهرين قطعوا الطريق الرابط بين بغداد ومحافظة ديالى، فيما قالت خلية الإعلام الأمني في بيان إنه «لأهمية ضبط الأمن وفرض القانون في المحافظات وحماية المؤسسات والمصالح العامة والخاصة وحماية المواطنين، تم تشكيل خلايا أزمة برئاسة السادة المحافظين».

وتابعت «وحسب توجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، تقرر تكليف بعض القيادات العسكرية ليكونوا أعضاء في خلية الأزمة، لتتولى القيادة والسيطرة على كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة ولمساعدة السادة المحافظين في أداء مهامهم».

مظاهر الرفض الشعبي العراقي لإيران

- إحراق قنصليتي إيران في كربلاء والنجف

- الهتافات «إيران بره بره، بغداد تبقى حرة»

- رفض شعبي لطهران في المدن المقدسة في الجنوب

- تدخل إيران لفرض إجراءات حازمة ضد المتظاهرين