تحتفي بلادنا الغالية اليوم بذكرى البيعة الخامسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في وطننا الغالي. هذه البيعة التي نقلت بلادنا إلى مراحل عدة في مؤشرات النجاح والتقدم في كل مجالات الحياة، وحوّلت أمنياتنا إلى واقع ملموس نترقب تحقيقه ونرى بوادره في جميع شؤون بلادنا ولله الحمد، ولعل الأسابيع الأخيرة خير شاهد على سلامة الخطة التي يسير عليها هذا الوطن ولله الحمد، إذ حملت لنا عددا من البشائر، منها ما هو على المستوى الاقتصادي كاستلام المملكة قيادة دول قمة العشرين رئيسا لدورتها المقبلة، ولاعبا مهما على خريطة الاستقرار الاقتصادي العالمي، من خلال المشاركة في «تطوير سياسات فعالة لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، وخلق وظائف حقيقية لرفع مستويات المعيشة والرفاهية بين شعوب العالم».

لكن ما يميز بيعتنا لمليكنا الغالي ليس الاستقرار الاقتصادي فحسب، ولا نمو الأرقام في الميزانية أو انخفاض الدين العام للدولة. إن ما يحقق أعلى درجات التناغم بيننا وبين مليكنا الغالي، وولي عهده الأمين، هو اتفاق القيادة والشعب على قيم الحياة، وتأكيده في كل خطاب ملكي على ترسيخ هذه المعاني في وجدان كل سعودي وسعودية، مما صنع ولاء لا نظير له.

وفي الخطاب الملكي الأخير أمام مجلس الشورى السعودي على سبيل المثال، أكد خادم الحرمين الشريفين على القيم التي لا نتنازل عنها كأمة سعودية، وخصّ قيمة الوسطية السمحة المعتدلة التي تراعي ديننا وثوابتنا بلا إفراط ولا تفريط.

في الخطاب ذاته، أشار إلى مبدأين مهمين يعيش بهما السعودي حياته، وهما الطموح والإصرار، جناحا التحليق والوصول للمستقبل المشرق بحول الله، وما تعافي المنشآت النفطية بعد العدوان الغاشم الذي استهدف بلادنا، إلا دليل على همة هذا الشعب العالية على اختلاف أطيافه، والتي يزيدها علوا اتساقها مع قيم قدوتنا ومليكنا المفدى.

من أهم القيم التي أكد عليها مليكنا أيضا في حديثه السنوي قيمة الاعتزاز بالوطن، وكيف لا نعتز يا وطننا الغالي وأنت ملء السمع والبصر، سواء في الإنجازات الاقتصادية أو العملية أو العلمية أو التقارب الثقافي مع دول العالم المؤثرة، والذي أثمر -بحمد الله- عن انضمام بلادنا لعضوية تنفيذية اليونيسكو حتى عام 2023، وجعلها عضوا دوليا في واحدة من أهم المؤسسات التابعة للأمم المتحدة التي تهتم بالتربية والعلوم والثقافة والفنون، والفخر هنا حالة وليس شعورا طارئا مرتبطا بأي حدث ولله الحمد.

من أهم القيم الاجتماعية التي تحدث عنها خادم الحرمين الشريفين، قيمة التمكين الحقيقي غير المسبوق للمرأة، والذي يتم من خلال التعليم والتوظيف والتدريب وإسناد وظائف قيادية للمرأة السعودية داخليا وخارجيا، والمراقب يرى -ولله الحمد- القفزات المتتالية للمرأة في عهد الملك سلمان، مما منح السيدات مقعدا رئيسا مستحقا في كل مرافق الحياة على حدٍّ سواء.

كل هذه القيم الشمولية المشتركة تتوج محبتنا لقادة وطننا، وولاءنا وبيعتنا لمليكنا الذي يفهمنا ويعرف تماما ما الذي نريده ونرجوه لهذا الوطن، ويدعمنا بشتى الوسائل لتحقيق أهدافنا القريبة والبعيدة.. فالحمد لله الذي جعل ملوكنا منا ونحن منهم، وأدام الله ظل مليكنا الغالي، وأطال بقاءه، وأيده بنصره وتوفيقه، وبارك لنا في بلادنا ومليكنا وولي عهده الأمين، وأعاد الله علينا هذه الذكرى أعواما عديدة بأمن واستقرار ورخاء ونمو وبركات على الوطن ومليكه وأهله بحول الله تعالى، وكل عام ومليكنا -يحفظه الله- في قلوبنا، متوجا بالتوفيق والعز والسؤدد.