دولتنا الكبيرة تحتاج، أَولَى من غيرها، إلى كثير من الأمور، وذلك كالمنتديات المتخصصة، منها «منتدى إعلامي».

وفي هذا العام، قامت هيئة الصحفيين السعوديين مشكورة بإنشاء «منتدى الإعلام السعودي» و«جائزة الإعلام السعودي».

ويشرفني المشاركة اليوم «الإثنين» 2 ديسمبر 2019، في انطلاق هذا المنتدى بنسخته الأولى في هيلتون الرياض، والحديث عن «دور الإعلام في تعزيز التعايش الإنساني»، مع ثلة من القامات المتخصصة.

فالتعايش الإنساني فطرة بشرية ضمن السنة الكونية للخالق العظيم، ولكن العقول المؤدلجة في «كل» الديانات، هي التي تحرّف هذه الفطرة السوية نحو الانتكاس والارتكاس، ومن ثم يشقى العقلاء الحكماء في تصويب هذا الانحراف ما أمكن.

ولكن هذا التعديل والتهذيب والإصلاح لن ينجح إلا بدعم جهتين في كل دولة:

الأولى: الجهة السياسية عبر حكوماتها التنفيذية، وذلك تحقيقا للمقولة الخالدة لسيدنا الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان، رضي الله عنه، «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن»، وهذا الذي رأيناه اليوم على يد الأمير محمد بن سلمان، إذ إن الإرادة السياسية حسمت في 4 أعوام ما كنا نشكو منه ونطالب به وعجزنا عنه خلال 4 عقود.

الثانية: الجهة الدينية عبر مؤسساتها الرسمية، إذ يجب عليها «المبادرة» إلى دعم الاعتدال «الحقيقي» والوسطية «الفعلية» والتسامح «الكامل» للتعايش الإنساني، وليس العكس، عبر ما يسمى «الولاء والبراء» و«التكفير»، ونحوهما من خطابات متطرفة أصّلت وشرعنت محاربة التعايش البشري.