تبدّلت واجهة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في منافسات خليجي 24 بعد تكامل الصفوف، وأصبح العطاء متدفقا، وتأكد أن هناك تناغما بين لاعبي المنتخب، وتحديدا العناصر الأساسية، وطريقة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، الذي رسم أكثر من إستراتيجية على العطاء. وبعيدا عن وصول الأخضر السعودي إلى محطات متقدمة في السباق الخليجي أو الخروج، أعتقد أن المواجهات التي يخوضها هي أفضل تجهيز قبل العودة إلى المشوار الآسيوي، الذي لم تتضح فيه الرؤية كاملة بالتأهل إلى الأدوار المتقدمة، والذي -بلا شك- يعد هدفا للمسؤولين بعد تكامل البناء، والمنتظر الحصاد. والأكيد أن سقف الطموحات تحقق بعد نيل فريق الهلال الكأس الآسيوية، التي تعد مؤشرا حقيقيا لارتفاع القيمة الفنية للاعب السعودي في المنافسات القارية، وهو ما تجسد في النزالات الأخيرة للمنتخب.

صراع دورة الخليج يغلّفه التنافس الذي يختلف عن الواجهات الأخرى، بحكم صراع الجار بين الدول التي تتسابق نحو الهدف الذي لم يتضح فيه فارس الرهان للحصول على اللقب، عطفا على تباين المستويات.

وفي خضم الركض الخليجي الذي تزامن مع حصد فريق الهلال للكأس الآسيوية وإعادتها إلى حظيرة العرب، كانت هناك سهرة احتفالية للكابتن ياسر القحطاني، رائعة في كل تفاصيلها ونجومها الذين أعادو جزءا من بريق هلال البطولات المحلية والآسيوية، وتمازج هذا الجيل مع هلال 2019، إلى جانب النجوم الأخرى المحلية والأجنبية التي أَضَاءَتْ جمالية المهرجان، والأكيد أن المجد الهلالي الآسيوي عزز المشاعر في الاحتفالية، وزاد جمالها الحضور الجماهيري الكثيف الذي ملأ جنبات ملعب الجامعة، والمد الهلالي المتجدد لن يتوقف، فهو على عتبة خوض المعترك العالمي للأندية للمرة الثانية، إذ تأهل عام 2000 وتقرر إقامة البطولة في إسبانيا، ووزع جدول المباريات لكن التنافس لم يستكمل لغياب الراعي، وكرر الزعيم العالمي المشهد في 2019، فهل يصنع نجومه مجدا جديدا بعد أن عانقوا كل الأوسمة بمختلف مسمياتها الداخلية والخارجية؟.