اندلعت حركات احتجاج واسعة النطاق هذه السنة في لبنان والعراق وإيران وتشيلي وهونج كونج، لأسباب مختلفة، إذ يواجه البعض ظروفا صعبة جدا، غير أن خبراء معهد brookings وضحوا أسباب هذه الاحتجاجات ومخرجاتها المحتملة.

متعددة الأديان

ولفت إلى أن مئات الآلاف من الناس في أرجاء دولة متعددة الأديان قد انطلقوا للاحتجاجات بسبب فشل الحكومة لعشرات السنوات في تقديم حتى أكثر الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، كما أنهم كذلك يتظاهرون ضد النظام الذي فيه تهيمن الأسر نفسها على الحكومة منذ تأسيس الدولة.

ويقول جيفري فيلتمان في شهادة أمام لجنة فرعية من مجلس النواب عن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والإرهاب العالمي «عادة قد تم إثبات التنبؤات بنهاية لبنان. هذه المرة يبدو أن الستار قد انكشف عن هذا الفعل الذي يتحدى الجاذبية»، لكن في ملاحظة إيجابية أشار فيلتمان قائلا: «حتى إذا لم يتم إدراك جميع المكاسب المحتملة بشكل مباشر، فإن 2019 ستكون نقطة تحول بالنسبة للبنات».

العراق

حدد النشطاء في العراق عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأول من أكتوبر لبدء الاحتجاجات في بغداد وفي مدن أخرى، وشرحت الباحثة فاندا فلباب براون في إحدى حلقات The Current قائلة، إن سبب الاحتجاجات يعود إلى إمكانية الحصول على المياه والكهرباء والتوظيف، فيما كتب الأستاذ في بروكينغز رانج علاء الدين لصحيفة نيويورك تايمز، أن حجم الاحتجاجات لم يسبق له مثيل، كما هي ردة الفعل العنيفة من الحكومة العراقية.ولفت علاء الدين أن 700 ألف عراقي يحتاجون إلى الوظائف بشكل سنوي، في الدولة التي تفتقر إلى البنية التحتية والحوكمة المستدامة والقطاع الخاص لتلبية احتياجات سكانها، مشيرا إلى أن أكثر من 100 متظاهر قد تعرض للقتل حتى الآن، فيما يعتقد الباحث هادي عمر أيضا، أن الاحتجاجات مرتبطة بهيكلة الحكومة الفاسدة، وتابع «في العراق.. لقد أصبح الأثرياء أكثر ثراء وأصبح الفقراء أكثر فقرا».

لبنان

حدثت في 17 أكتوبر نقاشات على مستوى الدولة في أرجاء لبنان، وهذا أمر لم يسبق له مثيل في دولة عادة ما تكون منقسمة بخطوط طائفية سياسية، تماما مثل الوضع في العراق حيث تستمر الاحتجاجات.

وشرح عمر في إحدى حلقات The Current أن حكومة لبنان معتمدة على نظام طائفي فيه تكون السلطة مشتركة بين نخبة المجتمعات الدينية، تابع «هذا النظام قد منع العديد من المواطنين اللبنانيين من المناصب الحكومية، وقام فقط بتغذية الفساد في الدولة.

إيران

اندلعت الاحتجاجات الأكثر حداثة في إيران في 15 نوفمبر بعد ارتفاع شديد في أسعار الوقود، ويشرح الباحث علي فتح الله نيجاد بالقول إن نصف الإيرانيين يُعتقد بأنهم يعيشون حول خط الفقر، وإن بطالة الشباب والتضخم عاليان جدًا، والرواتب منخفضة، في الوقت نفسه شهدت السنوات القليلة الماضية ارتفاعا في أسعار الطعام وعدم مساواة الدخل والفساد. وترى الباحثة سوزان مالنوي أن القضية أكبر من مجرد أسعار وقود، وتابعت «الاحتجاجات هي أحدث صيحة في الصراع الإيراني من أجل حكومة مسؤولة تمتد لأكثر من عقد.. ارتفاع أسعار الوقود قد قام ببساطة بالكشف عن المظالم الجماعية للناس الضعاف اقتصاديا اجتماعيا، الذين تأخرت طموحاتهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والحكومة الجيدة، وذلك بفعل الفساد والثيوقراطية القليلة التي بدأت تُرى على نحو متزايد على أنها العدو رقم واحد في الدولة». وتقول مالنوي: كي تتجاوز التزاماتها الداخلية تستطيع الجمهورية الإسلامية أن تعتمد على القمع والتعاون المجرب عبر الزمن، ولكن كل تصادم بين السكان الغاضبين والهيكلة غير المرنة للسلطة يترك شقوقا وتصدعات في النظام. في النهاية كما حدث قبل 40 عاما في إيران، حتى النظام الأقوى تحصنا سينهار.

هونج كونج

اندلعت الاحتجاجات في هونج كونج في يونيو، وبدأت المظاهرات كردة فعل تجاه قانون مقترح سيسمح بتسليم المجرمين لبر الصين الرئيسي. قبل خمس سنوات كان هنالك طريق يُرسم تجاه الحكومة المختارة بشكل كامل عبر انتخابات تنافسية، الأمر الذي بدوره سيفتح الطرق لتطوير السياسات من أجل معالجة العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في هونج كونج. وسلطت الاحتجاجات الضوء على عدم الرضا العام الشديد عن الوضع الراهن للشؤون، إذ ذهب ملايين الناس للشوارع وقاوموا تآكل حقوقهم المدنية والسياسية التي وعد بها شعب هونج كونج.

تشيلية

بدءا من 14 أكتوبر، خرج ملايين المحتجين إلى الشوارع في أرجاء تشيلي، وناقش ريتشارد فينبيرغ في إحدى حلقات The Current، كيف هذه الاحتجاجات مختلفة عن تلك التي كانت في الماضي، وتابع: «ذه الاحتجاجات عفوية جدا، حيث لم يتم تنظيمها من قبل أحزاب سياسية راسخة أو غيرها، لذلك كي يتم فهم السبب فذلك يتطلب قفزة معينة من التحليلات، لأنه لم يقم أي حزب سياسي بتنظيم ذلك».

القواسم المشتركة في احتجاجات 2019

- نقص المياه والكهرباء والوظائف

- الفقر وبطالة الشباب والتضخم وقلة الرواتب

- المظالم وتأخر طموحات تحقيق العدالة الاجتماعية

- الفساد والثيوقراطية، وهما العدو رقم واحد في الدولة