بينما ارتفع عدد ضحايا ساحة الخلاني وجسر السنك وسط بغداد، الجمعة، إلى 25 قتيلا و125 جريحا، في حين تحدتث مصادر برلمانية عراقية بسقوط 50 قتيلا في أحداث بغداد، عاد الهدوء إلى المنطقة، بعد ليلة دامية بنيران مسلحين مجهولين يستقلون سيارات نقل صغيرة، وتوافد المتظاهرون، أمس، على ساحة التحرير مركز الاحتجاجات التقليدي وسط العاصمة، وتوجه آخرون إلى ساحة الخلاني وجسر السنك القريبين اللذين شهدا ليلة دامية، بينما لوحظ في هاتين المنطقتين انتشار واسع لعناصر الجيش العراقي وهم يقفون مع المتظاهرين من دون سلاح.

مجموعة مسلحة

وقال شهود عيان، إن مجموعة مسلحة ترتدي الزي المدني وتستقل سيارات من نوع «بيك آب» وسيارات دفع رباعي أطلقت الذخيرة الحية على المتظاهرين بكثافة، وهددت هذه المجموعة كل من يتواجد في الساحات بضرورة إنهاء الاحتجاجات وتسليم بناية المطعم التركي في ساحة التحرير، وفرضت واشنطن عقوبات على 3 من قيادات ميليشيا «عصائب أهل الحق» ومسؤول عراقي رابع متهم بالفساد، تتهمهم بإصدار الأوامر بقتل المحتجين.

العراق وإيران

وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شنكر، إن العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية على أربعة مسؤولين عراقيين متهمين بقتل المتظاهرين أو بالفساد هي «رسالة موجّهة للحكومة العراقية ولإيران أيضاً»، بينما لم يستبعد شنكر إدراج أسماء مسؤولين آخرين على قائمة العقوبات الأميركية، ووصفت السفارة الأميركية في بغداد على تويتر أعمال العنف «الوحشية» التي وقعت، الجمعة، ضد المتظاهرين العزل في العراق بالـ»مروعة والمرعبة»، مؤكدة أن الحكومة العراقية ملزمة بحماية المتظاهرين السلميين.

بريطانيا وأوروبا

كما اعتبر سفير الاتحاد الأوروبي في العراق مارتن هوث، أمس، أحداث ساحة الخلاني وجسر السنك وسط بغداد التي حصلت، يوم الجمعة، بـ»جرائم قتل»، في حين دانت السفارة الفرنسية في العراق الهجوم المميت ضد المتظاهرين قرب ساحة التحرير، وبدورها، أدانت بريطانيا قتل المتظاهرين السلميين في بغداد، وطالبت بمحاسبة مرتكبي الجرائم، بينما غرد السفير الكندي بالعراق أولريك شانون على حسابه في «تويتر»، قائلاً، إنه لا يجوز في أي بلد ذي سيادة أن تسمح الدولة بتواجد مجموعات مسلحة تمثل أجندات خاصة، في هذا السياق، قال شنكر، إن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني «لديه سجل في انتهاك السيادة العراقية. وهو موجود في بغداد لاختيار رئيس الوزراء العراقي المقبل، وهذا أمر مرفوض».