بعد اقتصار تحديد هوية بطل أندية العالم على كأس "الإنتركونتيننتال" التي بدأت عام 1960 وكانت تجمع سنويا بطلي قارتي أوروبا وأميركا الجنوبية فقط، ظهرت أول بطولة عالم للأندية عام 2000 بمشاركة كل أبطال الاتحادات القارية لإضفاء مبدأ تكافؤ الفرص لمعرفة النادي الأقوى في العالم، بيد أن أسبابا تسويقية غيبتها حتى عادت مجددا عام 2005 دون توقف، واعتمدت نسختها التالية مسماها الحالي "كأس العالم للأندية".

بداية التغيير

بعد عام من إعلان "فيفا" عن إنشاء بطولة بمشاركة كل أبطال الاتحادات القارية لتحديد بطل العالم للأندية، حط أبطال 6 قارات رحالهم في مدينة ساوباولو البرازيلية لتدشين أول نسخ الحدث العالمي باستضافة كورنثيانز البرازيلي وتواجد ريال مدريد الأسباني الفائز بكأس "الإنتركونتيننتال" 1998 في المرة الأخيرة التي يسمح فيها بمشاركة حامل لقب هذه البطولة التي اقتصرت على اتحادي أوروبا وأميركا الجنوبية فقط وتوقفت عام 2004، وبعد خروج مفاجئ لممثلي أوروبا الريال ومانشستر يونايتد من دائرة المنافسة جاء النهائي برازيليا خالصا، وتوج كورينثيانز على حساب على فاسكو دا جاما 3/4 بركلات الترجيح.

سيطرة برازيلية

اعتمد "فيفا" نظاما جديدا لتقصير مدة البطولة بتأهل بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية مباشرة لنصف النهائي، واستضافت اليابان نسخة 2005 بمشاركة 6 أبطال من قاراتهم، وتأهل ساو باولو البرازيلي للنهائي بعد تجاوزه الاتحاد السعودي بصعوبة 2/3، ليلتقي ليفربول الإنجليزي الفائز على سابريسا الكوستاريكي، وكان هدف مهاجمه مينيرو كافيا للفوز على بطل أوروبا، واستمرت السيطرة البرازيلية في نسخة 2006 عبر إنترناسيونال الذي هزم الأهلي المصري في نصف النهائي ليواجه بطل أوروبا برشلونة الذي سحق أميركا المكسيكي برباعية، وينهي اللقاء بهدف أدريانو الذي حافظ على اللقب برازيليا للمرة الثالثة على التوالي.

أول لقب أوروبي

مع عدم تأهل أي نادٍ برازيلي لنسخة 2007 وفوز بوكا جونيورز بكأس الليبرتادوريس انتهت أخيرا سيطرة البرازيليين، وهزم ميلان الإيطالي بطل آسيا أوراوا رد دايموندز بهدف ليصل للنهائي ويهزم بوكا جونيورز 2/4، في لقاء عاصف شهد أول حالتي طرد في تاريخ البطولة، وحظت أوروبا بلقب آخر في النسخة التالية عندما فاز مانشستر يونايتد أولا على منافسه الياباني جامبا أوساكا 3/5 في نصف نهائي، وتوج على حساب النادي الإكوادوري ليجا ديبورتيفو دي كيتو بهدف مهاجمه الشهير واين روني، وشهدت النسختان الأخيرتان مشاركة وصيفي دوري أبطال آسيا بجانب الفريقين اليابانيين المستضيفين للبطولتين.

مفاجأة إفريقية

نالت الإمارات تنظيم نسختي 2009 و2010 باستضافة شباب أهلي دبي والجزيرة على التوالي ليستمر تواجد فريقين آسيويين في كلا النسختين، وتوج برشلونة بالأولى بعد أن تخطى إستيوديانتس الأرجنتيني في نهائي كان يسير نحو ركلات الترجيح قبل أن تمنح رأسية ميسي القاتلة هدفا ثانيا للبرشا ولقبا أولا على أرض ملعب مدينة زايد بأبو ظبي، وشهدت النسخة التالية تأهل مازيمبي الكونجولي للنهائي، كأول نادٍ غير أوروبي وأميركي جنوبي، بعد أن سجل مفاجأة كبرى بانتصاره على إنترناسيونال البرازيلي بهدفين دون رد قبل أن يسقط أمام بطل أوروبا إنترميلان الإيطالي بثلاثية نظيفة تقاسمها بانديف وإيتو وبيابياني.

رباعيات برشلونة

عادت اليابان لتستضيف نسختي 2011 و 2012 ، واستعرض برشلونة مرة أخرى قدراته الهجومية وظفر بلقبه الثاني بتخطيه السد برباعية نظيفة في نصف النهائي، وكرر نفس النتيجة أمام سانتوس البرازيلي عبر ميسي (2) وتشافي وفابريجاس في أكبر فوز يشهده نهائي للبطولة، وبات ميسي أول لاعب يسجل في نهائيين مختلفين، وفي النسخة التالية استعادت البرازيل اللقب الغائب 5 أعوام عندما نجح كورنثيانز في تحقيق لقبه الثاني بعد الفوز على تشيلسي الإنجليزي بهدف جيريرو بملعب يوكوهاما الدولي في العاصمة طوكيو، وكان جيريرو قبلها منح بطاقة التأهل بتسجيله هدف كورنثيانز الوحيد في مرمى الأهلي المصري.

استضافة مغربية

اختار "الفيفا" المغرب لتنظيم نسختي 2013 و2014، وكرر الرجاء البيضاوي (المستضيف) ما فعله مازيمبي وتأهل للنهائي بعد أن صعق أتليتكو منييرو البرازيلي 1/3 إلا أنه اصطدم في النهائي ببطل أوروبا بايرن ميونخ الألماني وخسر بهدفي دانتي وتياجو ألكانتارا توجت الفريق البافاري لأول مرة، وأعادت النسخة التالية ريال مدريد لمنافسة أبطال القارات للمرة الأولى منذ عام 2000، ووضع عملاق أوروبا بصمته مبكرا في نصف النهائي بانتصار ساحق على كروز آزول المكسيكي 0/4 ويبلغ النهائي لملاقاة بطل أميركا الجنوبية سان لورينزو الأرجنتيني ويهزمه بهدفي سيرجيو راموس وغاريث بيل ليحقق أول ألقابه.

عودة إلى اليابان

بعد أن استضافت البطولة آخر مرة عام 2012، منح "فيفا" اليابان تنظيم نسختي 2015 و2016، وفرض عملاقي أسبانيا برشلونة وريال مدريد كلمتهما في المناسبتين، وسجل نجوم "البلوجرانا" ثلاثية نظيفة أمام جوانجزو إيفرجراند الصيني في نتيجة تكررت أيضا في النهائي عبر سواريز (2) وميسي أمام ريفر بليت الأرجنتيني ونالوا لقبهم الثالث، وأكمل الريال سيطرة أسبانيا في النسخة التالية التي سجلت كاشيما انتلرز الياباني كأول فريق آسيوي يبلغ النهائي، وكان على مقربة من تحقيق إنجاز تاريخي عندما تقدم على "الميرنجي" 1/2 قبل أن يخسر اللقاء 4/2 أمام تألق كريستيانو رونالدو في الأوقات الإضافية.

هيمنة الميرنجي

تواصلت سيطرة الريال على البطولة في نسختيها التاليتين التي عادت الإمارات لاستضافتهما عامي 2017 و 2018، وفاز في المرة الأولى على جريميو البرازيلي في النهائي بهدف وحيد لكريستيانو رونالدو، وكان قد قلب تأخره قبلها في نصف النهائي أمام الجزيرة الإماراتي بهدف إلى فوز صعب 1/2، وفي النسخة التالية (الأخيرة) نجح في الدفاع عن لقبه (الثالث على التوالي) وفض تعادله مع برشلونة ليصبح أكثر الفائزين بالبطولة (4 ألقاب)، وبات العين أول ناد عربي يبلغ النهائي بعد تجاوزه ريفر بليت الأرجنتيني 1/2، قبل أن يخسر مواجهة اللقب أمام الريال 4/1 في غياب نجمه رونالدو المنتقل قبلها إلى يوفنتوس.

- أسباب تسويقية ألغت إقامة البطولة عام 2001 المقررة في إسبانيا كنسخة ثانية

- اليابان استضافت نسخة 2005 بعد توقف استمر 4 أعوام بعد النسخة الأولى

- أوكلاند سيتي النيوزلندي بطل أوقيانوسيا أكثر أندية البطولة مشاركة (9 نسخ)

- 4 نسخ فقط شهدت تواجد ناد إفريقي أو آسيوي كطرف ثان في المباراة النهائية

- توزعت ألقاب 15 نسخة سابقة بين أندية أوروبا (11) وأميركا الجنوبية (4)