كشر الحظ عن أنيابه في وجه المنتخب السعودي الأول لكرة القدم عشية الأحد الماضي، وانغلقت كل الدهاليز المؤدية لمرمى البحرين، حتى القائم كان بالمرصاد لجميع المحاولات السعودية وعلى نغمات (أوه يا مال)، استقرت الكأس الخليجية في المنامة للمرة الأولى في تاريخ هذا المنتخب العتيد بعد مشوار طويل من الصبر، وتحديدا من عام 1970 ورغم تقادم السنين إلا أن البحرين كان يخفق في نيل اللقب الذي عانده كثيرا، غير أنه ابتسم له بعد خمسة عقود ليكتمل عقد جميع المنتخبات الخليجية بملامسة اللقب إذا استثنينا (اليمن) والذي دخل كآخر الركب في المنظومة التنافسية، في حين تعد الكويت والسعودية والإمارات وقطر هم من زرعوا البذرة الأولى، ثم حضرت عمان وبعدها طلت العراق. والجميل أن العراك الخليجي مهما كبر عمره تبقى له خاصية تختلف عن باقي الصراعات، والأكيد أن البوابة الخليجية الطريق الذي دفع بمنتخبات الكويت والسعودية والإمارات والعراق لميادين متقدمة في المعترك الآسيوي والدائرة العالمية. خلاصة القول مدرب منتخبنا الفرنسي (هيرفي) وقف بشكل كامل على جاهزية جميع اللاعبين من خلال المواجهات الخليجية الساخنة، وربما أن وصول الأخضر للمحطة الأخيرة أعطاه فرصة لفحص الجوانب الفنية وإشكالات اللاعبين قبل دلوفه للمسار الآسيوي العالمي. ويقيني أن منتخبنا ستكون واجهته مختلفة في قادم المباريات بعد تكامل الجاهزية، فضلا عن ارتفاع كفة العناصر التي تقود سيمفونية العطاء. وأتمنى ألا تؤثر الخسارة على معنويات لاعبي الهلال في المعترك العالمي الذي سيقارع فيه الخصوم العالميين بعد أيام على أرض الملاعب القطرية، وما يدعو للتفاؤل أن العتاد الأزرق في هذه البطولة سيتضاعف بعد تكامل الطاقم الأجنبي «خريبين وإدواردو وكويلار»، فهذه الأسماء قادرة على تعزيز العطاء وإحداث الفارق، وفي الوقت ذاته ستمنح المدرب حلولا عديدة، فضلا عن تكامل جاهزية (البريك وكنو)، وأمام هذا المد يكبر الطموح لتحقيق مركز متقدم في المقارعة الأقوى، والهلال قادر على تسجيل الحضور إذا لعب بالشخصية ذاتها التي فرضها في مواجهتي الذهاب والإياب أمام «أوراوا الياباني»، حيث جسد صورة غير عادية في النزالين ورسم صورة البطل، وما زال للمجد بقية، وعشاقه أصحاب النهم العالي ينتظرون ذلك، لأن شعارهم بطولة الأمس تنتهي غدا، ويبدأ البحث عن مجد آخر، وهكذا هي شخصية الكبار التي يتمتع بها عشاق الزعيم العالمي.