كسب ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الرهان أمام خبراء الأسواق المالية العالمية، وكذلك وسائل الإعلام الاقتصادية الشهيرة على مستوى العالم، مثل «وول ستريت جورنال» و«بلومبيرج» وفاينانشال تايمز، «الذين شككوا في أن تصل القيمة السوقية لشركة أرامكو السعودية إلى ما يعادل تريليوني دولار»، وهو الأمر الذي حصل، أمس، عندما ارتفعت قيمة أسهم أرامكو في اليوم الثاني من التداول في السوق المالية المحلية، لتحقق ما كان يسعى إليه ولي العهد. كما نشرت وكالة الصحافة الفرنسية تقريرا بداية ديسمبر الجاري، شكك في التقديرات السعودية بشأن الإقبال على شراء الأسهم في الحصة المخصصة للأفراد. وازدادت قيمة السهم بـ10% بعيد افتتاح السوق، وهي النسبة الأقصى المسموح بها، ليصل سعره إلى 38,72 ريالا سعوديا «10,3 دولارات» من 35,2 ريالا سعوديا (9,4 دولارات) وهو السعر الذي بلغه بنهاية تعاملات اليوم الأول.

تحقق الهدف بعد 3 أعوام و8 أشهر

في تاريخ 25 أبريل 2016، قال الأمير محمد بن سلمان: «حجم أرامكو ضخم جدا. إلى الآن لم يتم التقييم النهائي، ولكن نتوقع أكثر من 2 تريليون دولار أميركي. نتكلم عن أكثر من 7 تريليونات ريال سعودي، إذا بتطرح 1%، من أرامكو. 1%، فقط راح يكون أكبر اكتتاب في تاريخ الكرة الأرضية. فالسوق العالمي، هل راح يتحمل أو ما يتحمل 5%، من طرح أرامكو؟». وبعد 3 أعوام و8 أشهر تحقق الهدف، ووصلت الشركة إلى هذه القيمة التي كان يسعى وراءها ولي العهد، الأمر الذي أثار استغراب وسائل الإعلام الغربية التي سارعت إلى التبرير والتشكيك من جديد في القيمة، ويعكس التقييم الذي سبق أن صرح به الأمير محمد، كان مهنيّا وقائما على معطيات حقيقية تعكس حجم الشركة وواقعها وقوتها كأكبر مصدر للنفط في العالم، وليس كما روّج له المشككون في الإعلام الغربي. كما أن ولي العهد كان دائما عبر مقابلاته الإعلامية يؤمن تماما بلغة الأرقام، كونها اللغة التي لا يمكن التلاعب فيها، وحينما صرح قبل 3 سنوات بتوقعه بحجم القيمة السوقية بناء على التقييم، فقد كان واثقا بأن هذا الرقم سيتحقق بوصفه التقييم العادل لشركة بحجم أرامكو.

حملة تشكيك

انتهجت كثير من وسائل الإعلام الغربية حملة تشكيك ممنهجة ضد اكتتاب أرامكو بشكل عام، ورغم قوة تلك الحملات الإعلامية التي حاولت التشكيك في قيمة أرامكو، إلا أن السعودية واجهتها بصمت وحكمة وعمل دؤوب، أثبتت في نهاية المطاف انحيازية تلك الحملات وعدم مهنيتها أو استنادها إلى وقائع اقتصادية مثبتة، وخير دليل على ذلك هو وصول الشركة إلى هذه القيمة باعتراف وسائل الإعلام نفسها، أمس. ورغم محاولة الإعلام الغربي التأثير على اكتتاب جزء من أسهم أرامكو، باعتباره حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لرؤية 2030، إلا أن هذه المحاولات فشلت بشكل ذريع.

نتائج مخيبة للمشككين

كانت النتائج المذهلة التي حققها اكتتاب أرامكو بمثابة الصدمة بالنسبة للمشككين، فمع بلوغ أرامكو القيمة السوقية بتريليوني دولار، استطاعت الشركة أن تكشف تلك الحملات على حقيقتها. ويقول محللون، إن هذه الحملات أثّرت بشكل سلبي كذلك على الأسواق العالمية التي كانت ترغب في الاكتتاب بأرامكو، وكان من المتوقع أن تبيع نسبة معينة من أسهمها في بورصة أجنبية، لكنها أعلنت -مؤخرا- أن خطط الطرح خارج السعودية مؤجلة. وعزز الاكتتاب موقع السوق المالية السعودية «تداول»، التي أصبحت من بين أكبر 10 أسواق عالمية. وارتفع مؤشر السوق بـ0,83% في اليوم الأول من تداول أسهم أرامكو.

جدول زمني لنجاح اكتتاب أرامكو

25 أبريل 2016: ولي العهد يعلن النية بطرح أرامكو للاكتتاب بقيمة سوقية 2 تريليون دولار

2 مايو 2017: ولي العهد يؤكد أن طرح أسهم أرامكو لن يتجاوز 5%

26 أكتوبر 2017: الأمير محمد يقول لرويترز إن الطرح ربما يجري تقييم الشركة بأكثر من تريليوني دولار

10 نوفمبر 2019: أرامكو تكشف عن نشرة الاكتتاب في الطرح العام الأولي

11 ديسمبر 2019: إدراج السهم للمرة الأولى، وارتفاع تقييم الشركة إلى 1.88 تريليون دولار

12 ديسمبر 2019: ارتفاع قيمة أسهم أرامكو في اليوم الثاني لتصل القيمة إلى 2 تريليون دولار