في الوقت الذي تتصاعد فيه الأحداث في ليبيا، عقب بدء معركة تحرير طرابلس، أعلنت البعثة الدبلوماسية الليبية العاملة في مصر وكافة الملحقيات الدبلوماسية التابعة لها، انشقاقها عن حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج وانحيازها التام للشعب الليبي وجيشه الوطني وبرلمانه المنتخب.

أكدت البعثة في بيان صحفي أن طاقمها، بدءا من السفير والقائم بالأعمال والقنصل والملحقيات العاملة بالسفارة، باتوا لا يعترفون بحكومة الوفاق بعد توقيعها اتفاقيات غير معترف بها مع الجانب التركي، داعية البعثات الدبلوماسية الليبية في العالم للانشقاق عن حكومة السراج وفك ارتباطها بها، بسبب دعمها للإرهاب وتفريطها في حقوق الشعب الليبي.

انتهاك للسيادة

أعلنت البعثة انحيازها التام للجيش والبرلمان الليبيين، مؤكدة ضرورة الوقوف صفا واحدا مع القوات المسلحة التي تخوض المعارك لتخليص ليبيا من العصابات الإجرامية والإرهابية.

يأتي قرار البعثة بعد أيام من الإعلان عن توقيع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج مذكرتي تفاهم أمنية وبحرية مع تركيا، وهو ما اعتبره الليبيون اعتداء على حقوقهم وانتهاكا لسيادة بلدهم، وتفريطا بثرواتها لصالح الأتراك.

سحب الاعتراف

من جانبه، طالب رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح الأمم المتحدة بسحب الاعتراف من حكومة فايز السراج، مؤكدا أن الشعب الليبى يقف الآن صفا واحدا، وأن بلاده ليست للبيع، وقال إن حكومة السراج لم تؤد اليمين الدستورية أمام البرلمان الليبي. أضاف رئيس البرلمان الليبي أن اتفاقية السراج وتركيا سرعت العملية العسكرية في طرابلس، وتوقع حسم معركة طرابلس في أسرع وقت، وتابع صالح «نحن مع المسار السياسي والمصالحة، لكن بعد تحرير طرابلس». تقدم البرلمان الليبي بمذكرات للجامعة العربية والأمم المتحدة وكافة المنظمات الإقليمية، لإلغاء وإبطال الاتفاقية وسحب الاعتراف الأممي بحكومة السراج.

حظر جوي

ميدانيا، نجح الجيش الوطني الليبي في إسقاط طائرة تركية مسيرة في محور عين زارة غرب طرابلس، وكبد الميليشيات خسائر فادحة، كما خسر أيضا صهر إردوغان الذي ينتج مصنعه هذه الطائرات والعتاد العسكري.

قال المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، إن الطائرة التي تم إسقاطها كانت مسلحة «لكننا تمكنا من التعامل معها، فالجيش الليبي يطبق منطقة حظر جوي بنجاح فوق طرابلس». كشفت مصادر أن الجانب التركي، يدعم ويزود حكومة فايز السراج بطائرات مسيرة من طراز Bayraktar TB-2، بيرقدار تي بي 2، وهي الطائرة المنتجة بواسطة شركة تابعة لسلجوق بيرقدار زوج ابنة الرئيس التركي.

في ظل الخسائر التي تكبدتها الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة السراج، كانت هذه الطائرات «كارتا» جديدا في يد الميليشيات، ولكنها فشلت في الوقوف أمام تقدم الجيش الليبي الوطني.

جسر جوي

ودشنت تركيا جسرا جويا لإمداد الميليشيات في طرابلس بالسلاح، رغم عقوبات الأمم المتحدة على ليبيا التي تحظر تصدير السلاح إليها، ويبدو أن بيرقدار قد وجد في النزاع الليبي فرصة لتعزيز مبيعات مصنعه من الطائرات المسيرة، بصفقات ضخمة، ولكن كان سقوط الطائرة، بمثابة الصفعة على الشركة.

دعوة للحوار

على صعيد آخر، دعت وزارة الخارجية الروسية إلى إجراء حوار بين الجماعات المتحاربة في ليبيا لحل الأزمة في البلاد، وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي إلكسندر جروشكو، أن الوضع في ليبيا من أولويات الاتصالات الجارية بين روسيا وتركيا، وأن الطرفين يبحثان عن نقاط تفاهم حول هذا الموضوع.

تداعيات دبلوماسية على معركة تحرير طرابلس

بعثة ليبيا في مصر تنشق عن حكومة السراج

دعوة البعثات في العالم لفك ارتباطها بطرابلس

البعثة تدعو إلى الوقوف صفا مع القوات المسلحة

رئيس البرلمان يطالب الأمم المتحدة بسحب الاعتراف