في عالم تتجاذبه الاضطرابات في بعض الدول العربية، التي وجدت إيران نفسها وصية على شعوبها وبكل أسف، وقيامها برعاية الإرهاب، وتمويلها أذرعته في تلك الدول من خلال ميليشياتها وأذرعتها، في وقت يحرص بعض المخُلصين في عالمنا العربي على جمع الكلمة ومناقشة القضايا وفق محاور عربية ودولية، نجزم أنها نحو محاربة الإرهاب ومكافحته، وهذا ما تعمل عليه بعض المنظمات العربية التي رسمت لنفسها صناعة وطريقا لمعالجة قضايا الأمة، ومن تلك المنظمات جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي اختطت لنفسها جدولة تجوب من خلالها العالم العربي، وزيارة بعض المنظمات العالمية للخروج بأفكار وتوجهات تعزز من نجاحات بعض الدول العربية في مكافحة الإرهاب، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية دولة المقر لهذه الجامعة العربية التي شاء قدرها أن تكون ذراعا لمجلس وزراء الداخلية العربية، وأن تناقش قضايا الأمة العربية وفق المجالس المعتمدة، وفي مظله أمانة المجلس بالتعاون مع بيت الخبرة العربي جامعة نايف العربية، التي أناطت بكلياتها تخصص بعض الدبلومات لمدارسة أخطار الإرهاب ومسبباته وعلاجه، والدور العربي تجاه هذا الموضوع الحيوي الذي لم تسلم منه دولة في قارات العالم. وكل يوم نسمع تفجيرا في بعض مناطق العالم، ولهذا بادرت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بدعوة الدول العربية والصديقة في إطار جهودها لمكافحة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي، ونظمت ندوة عالجت بعض المفاهيم ومناقشة تجارب الدول التي أثبتت نجاحها في مكافحة الإرهاب، حتى إن المملكة استحقت جائزة (تِنْيتْ) التي تمنحها أعلى سلطة في الولايات المتحدة الأميركية، وهي جهاز الاستخبارات الذي منح المملكة هذه الجائزة تقديرا لجهودها، خاصة جامعة نايف والجامعات السعودية التي تكاتفت في رسم الخطط والإستراتيجيات لمناقشة خطر هذه الظاهرة ودراسة مسبباتها وكيفية علاجها، وعقدت خلال الأيام الماضية هذه الندوة التي دُعيت إليها سفارة كوريا التي شاركت مع الجامعة، هذه الندوة جاءت شاملة لعدة محاور من بينها الاتجاهات الحديثة لمكافحة الإرهاب، وسائل المنظمات الإرهابية في التجنيد عبر التواصل الاجتماعي، وأبرزت الندوة أيضا التعاون الأمني الإقليمي في مكافحة الإرهاب، وذكرت تجارب بعض الدول العربية التي استعرضت تجاربها داخل الجامعة، وعرضت تجربة مركز محمد بن نايف للمناصحة، ودوره في إعادة التأهيل والدمج المجتمعي. وقد نجحت جامعة نايف في أن تخرج بهذه الحصيلة من الأفكار والمناقشات الحوارية التي أدلى بها المختصون في علم الجريمة وصناعة الفكر، والباحثون في الدراسات الأمنية التي خلقت جواً من الحوار، والخروج بتوصيات أعطت الضوء الأخضر لمن أراد أن يكمل هذا المشوار، بعقد ورش عمل ومنتديات، يسعد جامعة نايف العربية أن تفتح قنواتها لها، وتبدي من خلال خطتها الإستراتيجية الجديدة 2019 – 2023 الاستعداد والتنفيذ للعديد من البرامج التي تخدم الأمن والسلم الدوليين.