لكل عمل جراحي مضاعفات خطيرة، فمنها ما يمكن التغلب عليها، ومنها ما يؤدي لنتائج كارثية يصعب التغلب عليها وربما تؤدي للوفاة، فهل لعملية شفط الدهون آثار من هذا النوع الخطير؟

الإجابة على هذا السؤال بشكل مختصر، أن عملية شفط الدهون لها مخاطر لا توصف بالخطورة بمعظمها، وربما تصل لمستويات تهدد صحة المريض إذا أهملت أو تم التعامل معها بشكل خطأ. وهناك بعض الحالات النادرة يمكن حدوث مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة. سنتحدث بشيء من التفصيل عن هذه الحالات جميعها، ونبدأ بتعريف عملية شفط الدهون.

عملية شفط الدهون:

هي عملية تجميلية جراحية، تقوم على إذابة أو تحطيم الخلايا الدهنية وإخراجها من الجسم بطريقة الشفط، ويتم شفط الدهون من مناطق معينة من الجسم بغية تحسين المظهر العام للجسم وليس بقصد إحداث تخفيض كبير للوزن.

ويتم إجراء عملية شفط الدهون لمعظم الفئات العمرية، ولكن الأشخاص الأكثر تقدمًا بالعمر يتعرضون لمخاطر أكبر وخاصة في حالة فقد الجلد لمقدار كبير من مرونته، والأشخاص المصابون ببعض الأمراض أكثر عرضة للمضاعفات السلبية.

أكثر مضاعفات عملية شفط الدهون خطورة:

نتحدث الآن عن المضاعفات الخطيرة وهي عامة نادرة الحدوث، وتقول إحصاءات هيئة الغذاء والدواء الأميركية، إن نسبة الإصابات الخطيرة والتي قد تصل للوفاة لا تتجاوز 20 حالة لكل 100000 عملية شفط للدهون.

مضاعفات تصيب الجلد في منطقة عملية شفط الدهون: قد تسبب قلة مرونة الجلد ظهور الجلد بعد العملية بشكل متموج أو ذابل، وقد تسبب التقنية التي تُستعمل في عملية شفط الدهون ضرراً فيبدو الجلد منقطا، وتظهر أورام مصلية تحت الجلد، ويجب علاجها بعمل جراحي حتى لا تسبب مضاعفات أخطر.

الالتهابات التي تصيب الجلد:

قد يصاب الجلد (منطقة عملية شفط الدهون) بالتهابات، وإذا أهمل علاج هذه الالتهابات يصبح التدخل الجراحي أمرًا لازمًا، وقد يسبب التدخل الجراحي ندوبا في الجلد.

تغيرات مستوى سوائل الجسم:

قد تحدث تغيرات كبيرة في مستوى السوائل في الجسم أثناء ضخ السائل الملحي أو بسبب شفط كميات كبيرة من السوائل المصاحبة للدهون، ويعمد الطبيب لتعويض المريض بالسوائل عن طريق الوريد، وبالرغم من ذلك قد يصاب المريض بمشاكل في الكلى، وقد تتوقف عن العمل، وقد تسبب توقف القلب أيضًا.

الانسداد الدهني:

أثناء إذابة الدهون قد تدخل كمية من الدهون في الأوعية الدموية، وقد تصل هذه الدهون إلى القلب وتتسبب في حدوث جلطة، وقد تصل إلى الرئتين فيشعر المريض بضيق في التنفس، وقد تتسبب في توقف الرئتين ويحدث ما يسمى بالذمة الرئوية، وقد تحدث الذمة الرئوية أثناء ضخ السائل الملحي إلى الجسم، ولا تحدث هذه المضاعفات إلا في حال قام بإجراء عملية شفط الدهون طبيب لا يملك الخبرة الكافية لتلك العملية.

حدوث الورم بعد عملية شفط الدهون:

تسبب عملية شفط الدهون طبقا لمتخصصين في مشفى فيرا كلينيك ألمًا شديدًا للجهاز الليمفاوي في الجسم، والجهاز الليمفاوي هو المسؤول عن تصريف السوائل من الجسم، وعندما تصاب بالألم تحتاج لتجدد نفسها حتى تستطيع العمل مرة أخرى، فيتضرر تصريف السوائل فتظهر التورمات، وتدوم التورمات لشهرين، وقد يحتاج لستة أشهر ليزول التورم وقد يحتاج لعام ليحدث الشفاء التام، وتعمل عدد من العوامل على تحديد مدة الشفاء للتورمات التي تظهر عقب عملية شفط الدهون، مثل: مكان العملية وطبيعة الجلد والخلايا الدهنية، وسرعة استجابة جسم المريض.

الوقاية من مضاعفات عملية شفط الدهون

أن يكون الطبيب الذي سيجري عملية شفط الدهون خبيرًا وماهرًا، فخبرة الطبيب هي من تجنب المريض خطر الانسداد الدهني أو حدوث تغيرات في مستوى السوائل في الجسم.

ويتجنب الطبيب الماهر شفط الدهون المفرط ليتقي المخاطر ويمكن تحديد عدد من الجلسات لشفط كمية الدهون المطلوبة، ويجب أن يفصل ثلاثة أيام بين جلسات شفط الدهون.

التزام المريض بدقة تعليمات الشفاء بعد عملية شفط الدهون مثل: لبس المشدات بعد العملية والراحة وتجنب التدخين والمشروبات الكحولية، وغيرها من التعليمات التي يقدمها الطبيب.