قال حزب المعارضة الرئيسي في تركيا أمس، إنه يعارض مشروع قانون يهدف للسماح بنشر قوات في ليبيا، معتبرا أن مثل هذا التحرك سيفاقم الصراع هناك ويؤدي لانتشاره في المنطقة. وقال الرئيس التركي رجب إردوغان الأسبوع الماضي، إن حكومته ستسعى إلى موافقة البرلمان على إرسال قوات إلى ليبيا بعدما طلبت حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج دعما. وتتصدى حكومة الوفاق لهجوم تشنه قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر في شرق البلاد.

وقال أونال شفيق أوز نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري بعد محادثات مع وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو بشأن مشروع القانون، إن حزبه يعارض الخطوة.

وأضاف شفيق أوز «نعتقد أنه ينبغي أن تكون الأولوية للدبلوماسية وليس لأن نكون جزءا من حرب بالوكالة. ما يجري هو القيام باستعدادات لزيادة الوضع الحالي سوءا، وأبلغنا الوزير بأن هذا ليس صوابا». وتابع قائلا: «إرسال قوات إلى هناك في هذه الحالة سيوسع تأثيرات الصراعات في المنطقة ويؤدي لانتشارها... نرى مشروع القرار أمرا سلبيا». من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن الحكومة التركية أرسلت أمس مشروع قانون إلى البرلمان يسمح بإرسال قوات إلى ليبيا، لتسرع بذلك خطة إصدار القانون التي تأكدت الأسبوع الماضي.

استمرار إرسال المرتزقة

قال تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان صادر عنه أمس، إن عملية نقل المقاتلين التي تقوم بها تركيا من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية لا تزال مستمرة. ورصد المرصد السوري ارتفاع عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب إلى ما لا يقل عن 1600 مرتزق من مقاتلي فصائل «السلطان مراد» و«سليمان شاه» و«فرقة المعتصم» الموالية لتركيا.

وقد جرى نقل هؤلاء من منطقة عفرين بعد تسجيل أسمائهم، وذلك «في مخالفة للاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم التي صدرت عن الأمم المتحدة قبل نحو 30 عاما»، وفقا لتقرير المرصد.

وكان المرصد السوري قد نشر الأحد، أن عدد المقاتلين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس بلغ 300 شخص، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب تراوح ما بين 900 إلى ألف مجند.

وأضافت المصادر للمرصد أن «الراتب المطروح من جانب تركيا يتراوح ما بين 2000 و2500 دولار للشخص الواحد لعقد مدته 3 أو 6 أشهر مقابل التوجه إلى طرابلس في ليبيا، وكلما طالت المدة كلما زاد الراتب الذي يتلقاه المقاتل.

4 مراكز تستقطب المقاتلين

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل يومين، أن الفصائل الموالية لتركيا افتتحت مراكز لتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين بالذهاب للقتال في ليبيا، حيث أفادت مصادر للمرصد السوري بافتتاح أربعة مراكز لاستقطاب المقاتلين ضمن مقرات تتبع الفصائل الموالية لتركيا في منطقة عفرين شمال حلب. وقد افتتح مكتب تحت إشراف «فرقة الحمزات» في مبنى قوى الأمن الداخلي، وفي مبنى الإدارة المحلية سابقا تحت إشراف «الجبهة الشامية»، كما افتتح «لواء المعتصم» مكتبا في قرية قيباريه، وفي حي المحمودية مكتبا آخر تحت إشراف لواء الشامل. ورصد المرصد السوري عشرات الأشخاص الذين قصدوا تلك المراكز للالتحاق بالمعارك في ليبيا والعمل تحت الحماية التركية المشددة هناك.

دعوة لضبط النفس

بحث الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبدالفتاح السيسي في اتصال هاتفي «أخطار تصعيد عسكري» في ليبيا، داعيين مجمل الفاعلين الدوليين والليبيين إلى أكبر قدر من ضبط النفس، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.

ووقعت تركيا اتفاقين منفصلين الشهر الماضي مع حكومة الوفاق الوطني، أحدهما بشأن التعاون الأمني والعسكري والآخر يتعلق بالحدود البحرية في شرق البحر المتوسط. كما أرسلت أنقرة إمدادات عسكرية إلى حكومة الوفاق الوطني بالرغم من حظر تفرضه الأمم المتحدة، وذلك حسبما أفاد تقرير للمنظمة.

مرتزقة إردوغان في ليبيا

300 مقاتل وصلوا من سورية إلى طرابلس خلال اليومين الماضيين

1600 مرتزق عدد المجندين في المعسكرات لتلقي التدريب

المقاتلون ينتمون لفصائل «السلطان مراد» و«سليمان شاه» و«فرقة المعتصم» الموالية لتركيا

2000 - 2500 دولار الراتب المطروح من جانب تركيا للشخص الواحد

تتراوح مدة العقد بين 3 و 6 أشهر مقابل التوجه إلى طرابلس في ليبيا

كلما طالت المدة كلما زاد الراتب الذي يتلقاه المقاتل