حينما نريد أن نستنكر على أحد أو ننصحه فنقول له «خل روحك رياضية»، لأن الرياضة «كانت» أخلاقها معروفة بأنها مثالية، وأن أخلاق اللاعبين فيها أنموذجية، ولكن اليوم حينما نقول هذه الجملة فكأننا ندعوه لأخلاق «غير محمودة».

ولكوني طول حياتي بلا ميول رياضية، ولا علم لدي بهذا الوسط، فقد وقعت قبل سنوات في فخ أحد الصحفيين والذي له ميول رياضية غير حميدة، حيث سألني من الناحية «الشرعية» عن تصرف لاعب، فأجبته بعفوية دون أن أدرك أنه «حلب» لفتوى يريد منها استهداف نادٍ آخر، وبعد سوء توظيف وفهم «فتواي» والهجوم غير المسبوق، فقد أصبحت منذ ذلك الموقف خبيراً في هذا الوسط، وحرّمت على نفسي منذ ذلك الحين التجاوب مع أي إعلامي في شأن رياضي، وذلك بعد أن أدركت أن مقولة «خل أخلاقك رياضية» قد انتقلت إلى الرفيق الأعلى.

ويوسفني أن هذا السوء في الأخلاق لم يقف على حد المراهقين وإنما بلغ «بعض» الكبار، ووصل إلى البرامج والصحف، بل وحتى لبعض الحسابات الرسمية في تويتر، مع أن الصديق رئيس هيئة الرياضة نموذج رائع للأخلاق الرياضية قبل توزيره وبعده، والذي أرجو أن يحذوا الجميع حذوه في أخلاقه الراقية وسمته الرفيع وتواضعه الجم.

ولا يمكن للأخلاق الرياضية الحالية أن تعود إلى رشدها إلا بأمرين، أولهما القدوة من القيادات الرياضية، وثانيهما العقوبات الرادعة بكل جاهزية وسرعة وحزم.