قالت العرب قديما إن المستحيلات ثلاثة، وهي العنقاء والغول والخل والوفي، وذهب بعض العلماء الجهابذة -هداهم الله- إلى أن رابع المستحيلات هو بيضة الديك.

والمقصود ببيضة الديك هو الأمر الذي لا يحصل إلا مرة واحدة، وقد يكون من قبل (المصادفة) أو الصعوبة الشديدة، حيث يأتي بعد محاولات عدة ولن يتكرر مرة أخرى، حيث قال الشاعر:

قد زُرتنا مرةً في الدهر واحدة *** ثَنِّي ولا تجعليها بيضة الديك

بيضة الديك أو النجاح (اليتيم) قد يكون مؤلما ويبقي الشخص في قالب لا يستطيع الخروج منه مدى عمره، وهذا لا يعد نجاحا، فالناجح دوما لا يعتاش على (إنجاز) وحيد، ولا يصل القمة ويسقط عموديا، بل يتشبث بها لأطول وقت ممكن.

ويبيض الديك كل عام، سياسيا واقتصاديا وكرويا، وحتى (طبيا) قد يبيض الديك، ومن أشهر الأمثلة الحية على أن الديك يبيض هو حصول (الثرثارة) توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام عام 2011، ومن ثم ينطبق عليها المثل (من جرف لدحديره).

أما فنيا فقد يكون الأشهر هو الفنان محمد سعد الذي لم يستطع الخروج من بيضة (اللمبي)، ويوجد كثير من الأمثلة السينمائية والفنية، خاصة للمطربين (النص كم).

رياضيا ينطبق مثل بيضة الديك على إنجلترا وكأس العالم الذي أقيم في عرينها عام 1966 وبعدها أصبحت البيضة صعبة المنال، وفقد الديك قدرته على الإنجاب.

بعيدا عن أمثال العرب وصياح الدّيَكة، لا أؤمن أن هناك إنجازا (يتيما)، بل من الأحرى أن ينطبق عليه المثل الشعبي (رمية خبل من فوق جبل)، فالإنجازات يجب أن تكون متكررة ومتدفقة كـ(نهر جارٍ)، ولا يوجد هناك مستحيل أبدا بشرط وجود قلب نابض، وعقل (متقد)، وعزيمة (قوية)، وصبر (أيوب).. وفعلا كانت 2019 هي سنة الصابرين.