كشف محتوى كتاب «المنافقون» الذي حصلت «الوطن» على صورة من نسخته الأولى الذي بدأ الحوثيون في توزيعه في العاصمة صنعاء على نطاق واسع، إساءة الحوثيين من خلاله إلى المجتمع اليمني بإطلاق اتهامات وألفاظ وأوصاف سيئة ومشينة لكافة شرائح ومكونات المجتمع اليمني.

قال مصدر مطلع في العاصمة صنعاء لـ»الوطن»: إن الكتاب الأول الذي يحمل عنوان «المنافقون» أقذر أدوات العدو لضرب الأمة والذي قام بإعداده الحوثي يحيى قاسم أبوعواضة، وهو من الشخصيات المعروفة بنفاقها وكذبها وتزييفها وتدليسها للقرآن والسنة، وقام بتأليف وإعداد هذا الكتاب المشتمل على 72 صفحة، وخلط فيه خلطا ظالما بين الحقيقة التي تحدث عنها القرآن الكريم ورسول الهدى، ورغباته وغاياته.

ماذا قال أحد علماء الزيدية عن كتاب «المنافقون»

خلط الآيات القرآنية

قال المصدر خلط الحوثيون فيه بين الآيات القرآنية وأهوائهم الشخصية وسخافاتهم وافترائهم على الله ورسوله، من أجل تسخير الناس لاتباع معتقداتهم وتوجهاتهم، وتابع «هذا الكتاب الذي تم توزيعه، مؤخرا، تم الانتهاء منه في نهاية عام 1438 للهجرة، ولكن توجيهات وترتيبات حدثت لتأخير ذلك لأسباب معينة»، مبيناً أن الحوثيين قاموا بتقسيم المجتمع اليمني إلى أربعة أقسام حسب أهوائهم.

توجيه الحوثي

من جانب آخر، قال مصدر يمني مطلع مقرب من الحوثيين إن توجيها صدر قبل ثلاث سنوات إلى الحوثي يحيى قاسم أبو عواضة وأربعة آخرين معه للقيام بتأليف كتب عمن سموهم المنافقين والخونة، وهو الأمر الذي باشر أبوعواضة العمل فيه منذ لحظة التوجيه، وتمت طباعة الكتاب الأول بعنوان «المنافقون» ويحوي 72 صفحة، وعدة أبواب تهاجم اليمنيين وتصفهم بالنفاق والخيانة والرجس.

تقسيم المجتمع

قسم الكتاب المجتمع اليمني إلى أربعة أقسام: القسم الأول، «أنصار الله الصادقين»، ويتحدث في هذا القسم عن أسرة عبدالملك، وكيف أنهم كانوا وما زالوا رموزا مشعة ومنيرة في سماء صعدة، بينما يتحدث عنهم بصيغة مبالغة وتقديس لدرجة إنزالهم منازل الملائكة والأنبياء، مع وضع قصص وهمية تحكي معجزات وأكاذيب صنعها المؤلف لتمجيد صور عن الصريع بدر الدين الصريع.

من جانبه، قال الشيخ أحمد مفضل أحد علماء ومشايخ الزيدية لـ»الوطن»: اطلعت على ملزمة «المنافقون» لمؤلفها أبوعواضة، التيار العقائدي الجهادي أصحاب الجبهات الذين يعتمد عليهم عبدالملك اعتمادا كليا، ومنهم مشرفو المحافظات، وهؤلاء هم طلاب حسين بدر الدين الحوثي، وقتل منهم النصف وأكثر من ذلك، بينما التيار الثاني، وهو التيار المناصر «المحبون»، والتيار الثالث، تيار الفئة الصامتة، وهم العوام من الناس، والتيار الرابع، هو من يسميه الحوثيون الطابور الخامس الذي يطلق «علينا نحن من عارض الحوثيين وأفكارهم ويعتبروننا أتباع اليهود اليهود والنصارى.

قال مفضل: «هذا الكلام والتقسيمات غير موجودة في كتب الزيدية، ولا يوجد هذا الكلام والتقسيمات للمجتمع إلا لدى بعض المتطرفين من الزيدية والذين يمثلون الحوثيين». مضيفا: «في الفكر الجارودي ظهر فقهاء متطرفون منحرفون أشبه بفكر الخوارج مثل عبدالله بن حمزة ومطهر وكان لهم فتاوى شاذة وصنفوا المجتمع من وقت مبكر، ولذا من كان مواليا لهم قربوه وسموه أنصار الله».

مسمى أنصار الله

أشار إلى أن مسمى أنصار الله قديم من أيام الإمام يحيى عندما قاتل التهاميين وقاتل الشافعيين في يافع كان يسمي جيشه أنصار الله، وكان يلقب نفسه بأمير المؤمنين، وأن من لم يقبل بإمامته فليس مؤمنا، لافتاً إلى أن الفكر المتطرف داخل الزيدية ينظر إلى مخالفيه بنظرة عقائدية، ولذا هم من بدأ بتقسيم المجتمع، والبعض كفر المخالفين له مثلما حصل تكفيرهم للشوافع، وأطلقوا عليهم كفار تأويل.

مؤلف الكتاب

وصف الشيخ الزيدي أن مؤلف كتاب «المنافقون» أبوعواضة من الوجوه المنحرفة والمتطرفة، وله مقاطع مخالفة في نظره للقرآن والسنة النبوية، وليس من رجال الدين المعروفين، ولكنه يؤلف الكتب التي توافق الحوثيين حتى وهي تخالف القرآن والسنة، وتابع «هو من المتعلقين بكتب حسين بدر الدين الحوثي، وظن أن تلك الملازم هي الكل في الكل، مع أن الكثير من الزيدية وخصوم الحوثيين يرون أن ملازم حسين الحوثي ليست من الزيدية، وليست من المذاهب الإسلامية بل هي عبارة عن ترجمه لأفكار الخميني باللهجة الدارجة في الداخل اليمني، وتحديدا في صعدة».

أضاف الشيخ مفضل بالقول: «لذا حسين الحوثي تأثر بفكر الولي الفقيه والمرجعية وقائد الثورة، وبدأ في كتابتها في ملازم واعتبرها وجبة فكرية دسمة لغسل أدمغة الناس وأدلجتهم»، مبيناً أن حسين بدر الدين له مواقف ساخرة من المذهب الزيدي، ويعتبره ليس على المستوى الصحيح، وينظر للمذهب الزيدي بنظرة سلبية، وله تصريحات صادمة ضد الزيدية وله صدامات قوية مع علماء الزيدية داخل صعدة.

جمع الزيدية

أوضح أن عبدالملك الحوثي عندما أراد أن يجمع الزيدية حوله، لم يلزمهم بملازم أخيه حسين، وإنما ذهب لوضع وثيقة فكرية يوقع عليها بعض علماء الزيدية ويجمعهم حولها، ولكنهم لم يلتزموا بتلك الوثيقة ولم يطبقوا شيئا منها، وإنما وضعها لتخدير الزيدية وإلزام من أراد من الزيدية أن يخرج ضد الحوثي يلزمه بالوثيقة، ويقول له «أنت وقعت إما تلتزم بما وقعت عليه أو السجن أمامك».

- يمثل التيار العقائدي المتطرف الذي يعتمد عليه عبدالملك

- مؤلف كتاب «المنافقون» منحرف وله مقاطع مخالفة للقرآن والسنة

- الزيدية يرون أن ملازم الحوثي ليست من الزيدية

- حسين الحوثي تأثر بفكر الولي الفقيه والمرجعية والخميني