كشف مصدر في العاصمة صنعاء أن مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق دفع الحوثيين إلى تكثيف الحراسات والنقاط الأمنية في بعض المواقع في العاصمة صنعاء، بشكل غير مسبوق.

وقال المصدر لـ«الوطن» إن هذه المواقع كانت قبل مقتل سليماني معروفة بتواجد عناصر وقيادات حوثية كبيرة وخبراء إيرانيين ومن حزب الله، وقد شوهدوا في فترات سابقة أثناء بعض التنقلات بين المواقع العسكرية، سواء في العاصمة صنعاء أو الحديدة أو لحج وغيرها، لافتاً إلى مشاهدة العديد من خبراء زراعة الألغام البحرية في الحديدة من الإيرانيين، يقيمون لفترات طويلة في المدينة للإشراف مباشرة على عملية التلغيم.

استنفار الحوثي

واستدرك المصدر أنه بعد الضربة الأمريكية التي طالت قاسم سليماني استنفر الحوثي عناصره في اليوم الثاني وأصدرت توجيهات بتكثيف حماية الإيرانيين في العاصمة صنعاء، وإغلاق طرق رئيسية وتحويل مسارات أخرى، فضلاً عن القيام بتظليل السيارات للمرة الأولى، على أن تتحرك في ذات المواقع الخاضعة للرقابة المشددة.

عناصر إيرانية

وبين أن الإجراءات الحوثية الجديدة اشتملت ايضاً على منع العبور على الأقدام للمشاة في العديد من المواقع، إلى جانب خضوع كافة المركبات وحتى تلك التي تخضع لبعض القيادات الحوثية للتفتيش، فيما لوحظ وجود عناصر في المداخل الرئيسية لتلك المواقع يخفون وجوههم تحت النقاب، وهذا أيضا يحدث للمرة الأولى، ما يؤكد أن أفراد تلك العناصر الأمنية ليسوا يمنيين، وقد يكونوا إيرانيين أو من حزب الله، وتابع «هنا بدأ مؤشر مخاوف الخيانة، وعدم الثقة في العناصر الأمنية الحوثية، واستبدالهم بعناصر إيرانية في المواقع الحساسة والمهمة».

مخاوف الإيرانيين

وأشار المصدر إلى أن العناصر الإيرانية المتواجدة في اليمن، أصبحت أقل تحركا خلال هذه الأيام بعدما كانت صولاتهم وجولاتهم في كل مكان وموقع من العاصمة صنعاء، مبيناً أن مخاوف الإيرانيين وحزب الله حاليا ليست من ضربات أمريكية، بقدر مخاوفهم من عمليات انتقامية يمارسها أهل صنعاء ضد هؤلاء المحتلين الإيرانيين، خصوصاً أن عملية مقتل سليماني شجعت العديد من أبناء العاصمة على الانتقام من إيران وعناصرها في الداخل.

ولفت إلى أن الإيرانيين وأفراد حزب الله المتواجدون باليمن يشعرون ويعلمون أنهم غير مرغوب فيهم، وأن الانتقام منهم قد يكون في أي لحظة ووقت، وأن صمت اليمنيين لن يطول عليهم، مبيناً أن اليمنيين يدركون أن إيران هي من دمرت العراق وسورية ولبنان بتدخلاتها، وأن ما يحدث للبلاد منذ سنوات هو بسبب تدخلات طهران المقيتة التي تسببت في المجاعة ونقص الخدمات وارتفاع الأسعار وتوقف المرتبات.

ارتكاب الانتهاكات

وقال المصدر إن وجود الإيرانيين وعناصر حزب الله شجعت على ارتكاب العديد من الانتهاكات وقتل الأبرياء وتجنيد الأطفال وهدم المساجد وإحراق المصاحف وحرق دار الحديث، وتابع «كل هذه الأعمال في اليمن تتم بأيد إيرانية وأيدي حزب الله اللبناني».

وأوضح المصدر أن عقلاء اليمن في الداخل والخارج يعلمون أن السبب الرئيس لما تعيشه اليمن هو تدخل إيران من خلال عملائها الحوثيين، ولا يوجد حل يمكن من خلاله عودة البلاد لاستقرارها إلا بسحق كامل عناصر إيران وحزب الله على الأراضي اليمنية.

ودعا المصدر اليمنيين إلى العمل يداً واحدة لمواجهة هذا السرطان الذي غرس الفتن وأشعل الحرب بين القبائل والشمال والجنوب، وهدم كل الأعراف والتقاليد اليمنية، مشيراً إلى أن أبرز المواقع التي يتواجد فيها الإيرانيون تشمل مواقع التدريب العسكرية، وغرف العمليات الرئيسية، ومنازل خاصة تم تجهيزها لهم في الأحياء السكنية، والسفارة الإيرانية، والسفن الإيرانية، والقوارب البحرية.

أين يوجد الإيرانيون وعناصر حزب الله في اليمن؟

في الحديدة للإشراف على زراعة الألغام البحرية

مواقع التدريب العسكرية وغرف العمليات الرئيسية

السفن الإيرانية والقوارب البحرية

منازل في أحياء سكنية خاصة والسفارة