استقبلت مدينة جبة الأثرية شمال المملكة متسابقي رالي دكار السعودية 2020، والتي يعود تاريخها إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد. وتعد المدينة الموقع الرابع الذي تم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، وتقع وسط بحر متلاطم من رمال النفود، تخرج من وسطه واحة نخيل وأشجار، يسندها جبل أم سنمان في الغرب وغوطة في الشرق. واحتضنت جبة أول مسارات الراليات بالمملكة في 2006، رالي حائل الدولي وجولات بطولة العالم، وأيضا خرّجت متسابقين وأبطالا لنسخ البطولة الأولى لرياضة المحركات بالمملكة.

مخيمات

أوضح رجل الأعمال سعود منصور العمار، أن المدينة الأثرية أتمت استعداداها شعبيا ورسميا لاستقبال متسابقي رالي دكار الدولي، فقد قام الأهالي بنصب المخيمات بالقرب من نقطة وصول المتسابقين، للترحيب بهم وتقديم واجب الضيافة لهم ولأطقمهم المساندة، وجميع متابعي ومشجعي رياضة المحركات من داخل المملكة والعالم. وأشار الوجيه سعود منصور العمار، إلى أن جبة الأثرية تعرف بالتاريخ والآثار، ومنذ 2006 عُرفت أكثر بأنها نقطة رئيسية ومحطة لرالي حائل الدولي وبطولات العالم، ومنبع لكثير من أبطال الرالي والمتسابقين على مستوى دولي ومحلي، حققوا إنجازات محليه وإقليمية. ومن شغف الأهالي بالرالي ورياضة محركات السيارات، خصصت بلدية المدينة الأثرية ميدانا للرالي، يحكي قصة المدينة وشغفها بهذه الرياضة، ونوّه العمار بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين لتهيئة البنى التحتية في المدينة وربطها بشبكة من الطرق المميزة.

موائد الفواكه

ذكر عواد خضير الهزيم، أنه استعد لهذا الحدث الكبير بتجهيز موائد الفواكه وإشعال النار كعادة الأهالي اليومية، وتجهيز هدايا خاصة من الموروث الشعبي، ومنذ بدء توافد المتسابقين إلى نقطة النهاية، وتوجههم إلى موقع الصيانة، أوضح عواد الهزيم أنه استقبل كثيرا من متسابقي رالي دكار الدولي من جنسيات عدة في منزله بضبع، على طريق جبة، بالبخور، وقام بواجب الضيافة «القهوة والشاي» كونهم ضيوفنا، وأهداهم الزي السعودي عند مغادرتهم.

موضع اهتمام

يذكر أن مدينة جبة الأثرية موضع اهتمام الرحالة العالميين والزوار، ومن أكثر المواقع التي زارها الرحالة والمستشرقون الغربيون في القرن التاسع عشر والعشرين، من أبرزهم: الرحالة الإنجليزية آن بلنت التي وصفت جبة كأغرب الأماكن بالعالم وأجملها، والتي زارتها في يناير 1879م. وتحوي مدينة جبه أكثر من 5400 نقش ثمودي، قادت عمليات تنقيب ومسوحات بجبة الأثرية وما حولها وجبالها وسهولها ونفودها، وتم التعرف على بحيرة عذبة وكبيرة كانت تقع بين تلك الجبال، كانت مصدرا للمياه العذبة للناس والحيوانات، ليترك الأسلاف في حائل نقوشا معبرة عن المكان وثقافة الإنسان على وجه تلك الصخور، تعود إلى 10 آلاف سنة من التاريخ البشري، لكون «المكان» واقعا في أغنى الوديان من حيث تدفقها المائي، قبل أن يحل التصحر ويتغير السياق البيئي المحلي عبر تلك العصور.