في الوقت الذي شدد فيه المرجع الأعلى في العراق علي السيستاني على ضرورة أن يكون العراق سيد نفسه يحكمه أبناؤه دون دور للغرباء، أكد رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي، أن بلاده ترفض جميع العمليات التي تنتهك سيادته، بما في ذلك العملية الأخيرة التي استهدفت عين الأسد وأربيل، لافتا إلى أنه يبذل جهودا حثيثة ويتصل بجميع الأطراف لمنع تحول العراق إلى ساحة حرب.

مسيرات أمريكية

أوضح مكتبه الإعلامي في بيان أن رئيس مجلس الوزراء تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أشار خلاله عبدالمهدي إلى أن هناك قوات أمريكية تدخل للعراق ومسيّرات أمريكية تحلق في سمائه دون إذن من الحكومة العراقية، وأن هذا مخالف للاتفاقات النافذة، فيما وعد بومبيو بمتابعة الأمر، وأكد احترام بلاده لسيادة العراق.

آليات الانسحاب

طلب عبدالمهدي من بومبيو إرسال مندوبين إلى العراق لوضع آليات تطبيق قرار مجلس النواب بالانسحاب الآمن للقوات من بلاده، مشدداً على أن العراق حريص على إبقاء أحسن العلاقات بجيرانه وأصدقائه في المجتمع الدولي وعلى حماية الممثليات والمصالح الأجنبية وكل المتواجدين على الأراضي العراقية، وأن أولوياته تنحصر بمحاربة الإرهاب وداعش والعنف من جهة، وإعمار العراق وتحقيق النمو الاقتصادي وحماية سيادة البلد واستقلاله والوحدة الوطنية وتحقيق الأمن والاستقرار للعراق والمنطقة من جهة أخرى. كما تناول الجانبان التطورات الأخيرة ورغبة مختلف الأطراف بمنع التصعيد والذهاب إلى حرب مفتوحة، وشددا على أهمية إدامة تطور العلاقة بين البلدين، وفق البيان.

توافد المحتجين

وترافقت كلمة السيستاني، أمس، مع توافد مئات المحتجين إلى ساحة التحرير في بغداد استعدادا لمليونية دعا إليها ناشطون على مواقع التواصل، لتأكيد تمسكهم بالمطالب المتجسدة بتشكيل حكومة مؤقتة بعيداً عن الأحزاب والمحاصصة، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة. توافد المتظاهرون العراقيون بأعداد كبيرة منذ الصباح إلى ساحة التحرير وسط بغداد، وذلك للمشاركة في مليونية الجمعة، وقاموا بإيقاظ جميع من كان نائماً في الساحة تجهيزاً للتظاهرات، بينما هتف المتظاهرون في الحلة مركز محافظة بابل وسط البلاد، بالقول «لا أمريكا ولا إيران سنة وشيعة إخوان».

بغداد وكربلاء

خرجت جموع حاشدة في وسط البلاد على وقع الأغاني الوطنية والهتافات، بينما تظاهر الآلاف في كربلاء في الساحات رافعين الأعلام العراقية منددين بفساد الأحزاب، في حين تعالت في ذي قار والبصرة الهتافات، وذلك بالتزامن مع انتشار كثيف لقوات الأمن في مداخل ومخارج المدن.

قال نائب قائد الشرطة اللواء رسول خيون: «أفواج الطوارئ والشرطة المحلية نفذت منذ الصباح الباكر خطة مكونة من ثلاثة أطواق أمنية تمتد على محيط محافظة ذي قار وصولا إلى مركزها وذلك لنشر الأمن والاستقرار».

حمل المتظاهرون لافتات مدونا عليها عبارات تطالب العراقيين بالمشاركة بقوة في هذه المليونية وعدم الاكتفاء بالمتابعة من على مواقع التواصل الاجتماعي للتأكيد على إسقاط النظام السياسي الحالي، وحل مجلس النواب، وصولا إلى استعادة العراق وقراره بعيدا عن الهيمنة الإيرانية وأحزابها وأذرعها.

مقتل ميليشيات

على صعيد آخر، قتل 8 مقاتلين على الأقل من الحشد الشعبي العراقي جراء غارات نفذتها طائرات مجهولة، ليل الخميس الجمعة، على مواقع تابعة للفصيل الموالي لإيران شرقي سورية قرب الحدود العراقية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن «طائرات مجهولة استهدفت مستودعات وآليات للحشد الشعبي في منطقة البوكمال» في محافظة دير الزور، «محدثة انفجارات عدة»، بينما أسفر القصف عن مقتل «ثمانية مقاتلين عراقيين على الأقل»، بالإضافة إلى إصابة آخرين بجروح.