في الوقت الذي حمل فيه النظام البلدي المقاول جميع الحوادث والأخطار التي تحدث للغير نتيجة الإهمال في الصيانة، شدد مستشار قانوني على أن البلديات تتحمل المسؤولية الكاملة عن ضحايا أعمدة الإنارة بالطرقات والحدائق العامة، معتبرا أن جريمة القتل الخطأ لضحايا أعمدة الإنارة يحاسب عنها نظاماً البلديات لا المقاولون المتعاقدون مع البلديات. وأكد المحامي والمستشار القانوني هشام الفرج لـ«الوطن» أن تحميل البلديات مسؤولية الأخطاء للمقاولين موجه للإعلام ولكن قانوناً المحاسب قضائيا هي البلديات، وما تقوم به من محاسبة المقاولين شأن عائد لها لا علاقة للمتضررين به.

قرار خاطئ

أوضح الفرج أنه يحق لأي متضرر من قيام جهة حكومية بعمل خاطئ أو إصدار قرار خاطئ أو إهمالها لأحد واجباتها التقدم بدعوى أمام القضاء للمطالبة بما يجبر أضراره المادية والمعنوية، مشيرا إلى أنه لو سقطت سيارة في حفرة بشارع داخل المدينة، وحصلت فيها تلفيات أو تعرض الركاب للإصابة، فيتم إلزام بلدية المنطقة من قبل القضاء بدفع ما يعادل قيمة النقص في قيمة السيارة، بالإضافة لعلاج المتضررين، وتعويضهم بسبب الوقوع في الحفرة، ونقيس على هذا المثال في كافة الأمور، فلو تسرب التيار الكهربائي من أحد أعمدة الإنارة بالشوارع داخل المدينة وأصيب أحد الأشخاص أو تضررت الأملاك، فيتم إلزام البلدية بدفع ما يجبر هذه الأضرار.

الأحكام القضائية

يضيف الفرج أنه يوجد الكثير من الأحكام القضائية التي ألزمت البلديات بدفع كامل الدية الشرعية في حال أدى تسرب الكهرباء من أعمدة الإنارة في الشوارع لوفاة شخص، والأكثر من ذلك لو وضعت البلدية مجسما جماليا كالنافورة على سبيل المثال مع عدم أخذ الاحتياطات اللازمة للسلامة، فلو سقط فيها طفل وأصيب لألزمت البلدية بتعويضه، ولو توفي فيتم إلزام البلدية بدفع كامل ديته، مشيرا إلى أن معرفة الناس بحقوقهم وتكون ثقافة الشكوى أمام القضاء، يؤدي لتطور أداء الجهات الحكومية لتلافي المساءلة ودفع التعويض، ومساءلة ومحاسبة الجهات الحكومية عن أخطائها من قبل المتضررين عن طريق القضاء، واعتبار تعويض الشخص المتضرر بما يجبر ضرره.

تكرار الحوادث

رصدت «الوطن» 6 حوادث صعق بأعمدة إنارة في شوارع وحدائق عامة تسببت بحوادث قتل بمناطق متعددة بالمملكة على مدى 5 سنوات، كان آخرها لطفل في الحادية عشرة من عمره بمحافظة القطيف، توفي متأثرا بصعق عمود إنارة بكورنيش المشاري، وذكر بيان صحفي لبلدية القطيف أنه سيتم محاسبة المقاول في حال ثبوت أن الوفاة نتيجة لتسرب الكهرباء من العمود.

وسبقت حادثة الطفل في القطيف حوادث صعق أدت للوفاة بأعمدة إنارة بمناطق مكة المكرمة، وبيشة، وجدة، والباحة، وشرورة.

مواصفات فنية

تحمّل أنظمة وزارة الشؤون البلدية والقروية المقاولين مسؤولية الحوادث والأخطاء الواقعة نتيجة الإهمال، حيث أشار نظام المواصفات الفنية والشروط العامة لإنارة الشوارع والطرق والميادين إلى تحمل المقاول مسؤولية جميع الحوادث والأخطار التي تحدث للغير، من جراء قيامه بأعمال التشغيل والصيانة، والتي تنتج عن إهمال في الصيانة أو عدم تأمين الحماية اللازمة في شبكة الإنارة من أخطار الكهرباء، كما يحمل النظام المقاول المسؤولية عن الأخطار التي تحدث لتجهيزات الشبكة نتيجة سوء تصرف أو سوء خبرة عماله وفنييه، وإلزامه بتقديم تقرير أسبوعي للوزارة عن حالة الإنارة، يشتمل على كشف بالأعطال التي حدثت خلال الأسبوع المنصرم والتي تم إصلاحها، أو التي لم يتمكن من إصلاحها مع بيان الأسباب في كل حالة، كذلك يشمل هذا التقرير كشفا بأعمال الصيانة العادية التي أنجزت خلال فترة الأسبوع.

تعويض للمتضررين

بلغ احد التعويضات التي دفعتها وزارة الشئون البلدية والقروية في احد قضايا الصعق الكهربائي حوالي مليون و760 الف ريال حيث اصدرت محكمة الاستئناف رقم 325/ 3 لعام 1435 في قضية الاستئناف رقم 5277/ 2 / س لعام 1435، حكما بتعويض طفل أصيب بصعقة كهربائية جراء تسرب التيار الكهربائي من أحد الأعمدة في متنزه عام، وتم إلزام الأمانة بسداد 1.760.000 كتعويض عن الأضرار التي لحقت بالطفل، كما ألزمت الوزارة بدفع كامل قيمة إصلاح سيارة أحد المتضررين بسقوط عمود إنارة على سيارته، بالإضافة لتعويض معنوي بعد دفع الوزارة بعدم مسؤوليتها عن وقوع عمود إنارة على السيارة جراء إهمال المقاول في الصيانة، فلم يتم الالتفات لما دفعت به وحكم لصالح المتضرر في قضية الاستئناف رقم 2821/ 2 / س لعام 11437

حوادث الوفاة بأعمدة الإنارة

2015- وفاة بطفل 12 عاما بصعق عمود كهرباء بمحافظة شرورة

2016- وفاة طفل بصعق عمود كهرباء بحديقة بالباحة

2017- وفاة طفل صعقا بعمود كهرباء بأحد أحياء جدة

وفاة طفل 13 عاما بعد لمسه عمود إنارة بحديقة ببيشة

2018- وفاة شاب بعد صعقه من عمود إنارة بمكة

2020- وفاة طفل بصعق عمود إنارة بمحافظة القطيف