أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله حرص حكومة المملكة واهتمامها الشديدين بوحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية، وأنها لا تقبل بأي مساس بها أو تدخل يهدد استقرارها، مشيرًا إلى أن المملكة تبذل جهودها لضمان الوصول إلى حلول سياسية للأزمات في سورية واليمن وليبيا والسودان.

جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح الجلسة الثانية من دورة الانعقاد الرابعة للبرلمان العربي في القاهرة أمس، والتي نقل خلالها تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والشعب السعودي لرئيس وأعضاء البرلمان.

متغيرات

تناول وزير الخارجية في كلمته المتغيرات والتحديات التي تمس الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية في عدد من الدول العربية، موضحا أن أحداثها المتسارعة تنعكس على النواحي الإنسانية والتنموية والاجتماعية لشعوب المنطقة، وتطالب الجميع بالتحرك الجاد، للتصدي لكافة التهديدات، موضحا أن سياسة المملكة منذ التأسيس ترتكز على مبادئ التعايش السلمي وحسن الجوار، والاحترام الكامل لسيادة الدول، واستقلالها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحل النزاعات والخلافات بالطرق السلمية، ضمن قواعد القانون الدولي، وتؤمن بأن هذه المبادئ كفيلة بحل جميع الصراعات والنزاعات التي يأتي في مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي.

القضية الأولى

أضاف وزير الخارجية أن «القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وتحظى بالاهتمام الأكبر في سياساتنا الخارجية، ودعونا ولا زلنا إلى إيجاد حل شامل وعادل لها»، مجددا التأكيد على التمسك بالسلام كخيار إستراتيجي، وبطلان الإجراءات الأحادية التعسفية التي تتخذها سلطة الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، مشيرا إلى تأكيد حكومة المملكة دوما على اهتمامها وحرصها الشديدين على وحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية، وأنها لا تقبل بأي مساس بها أو تدخل يهدد استقرارها، وأن المملكة تبذل جهودها لضمان الوصول إلى حلول سياسية للأزمات في سورية، واليمن، وليبيا، والسودان.

حل

بين وزير الخارجية أن المملكة ترى أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وتطالب بالالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2254) وبيان جنيف (1)، وتدعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى سورية، وأنها اتخذت موقفا عربيا موحدا وواضحا تجاه التدخل العسكري التركي في الشمال السوري.

وأضاف أن المملكة هي الداعم الأكبر لحل الأزمة في اليمن، وللتوصل إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث، وتبذل جهدها لدعم أمن واستقرار هذا البلد الشقيق، والحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه، كما عملت على تخفيف المعاناة الإنسانية الناجمة عن هذه الأزمة.

وبيّن أن المملكة قدّمت أكثر من 14.5 مليار دولار لمساعدة الأشقاء في اليمن.

اهتمام

أفاد وزير الخارجية أن الأزمة الليبية كانت في صُلب اهتمامات السياسة الخارجية للمملكة، حيث استمرت في دعوتها للأشقاء في ليبيا بضرورة ضبط النفس وتغليب المصلحة العليا لهذه البلاد وإقامة حوار وطني حقيقي يقود إلى سلام شامل بين الأشقاء الليبيين.

كما بين أن المملكة وقفت مع الأشقاء في السودان لضمان أمنهم واستقرارهم، ودعّمت الجهود المبذولة لاجتيازهم المرحلة الصعبة التي أثمرت عن توقيع اتفاق الخرطوم السياسي التاريخي وتشكيل الحكومة الانتقالية.

تحديات

أوضح وزير الخارجية أن منطقتنا تواجه تحديات أمنية كبيرة فقد تعرضت بعض الدول العربية لأعمال إرهابية آثمة وتدخلات خارجية مزعزعة للاستقرار تقوم بها جماعات وميليشيات متطرفة، مشيرا إلى سعي المملكة لمحاربة الإرهاب والتحذير من خطورته، وأنشأت تحالفات إقليمية ودولية، ورفضت ربط الإرهاب ظلما بالدين الإسلامي الحنيف، كما حذّرت المملكة الدول التي ترعى الأعمال الإرهابية وتدعم المليشيات المسلحة، ودعت إلى الكف عن هذا العمل العدائي الخطير.

كما دعا إلى مزيد من التعاون العربي في المجالات الاقتصادية والتنموية والاستثمارية.