وقف الرأي العام أمام خبر تجنيس المميزين والمبدعين أمام رأيين، الأول مرحب والآخر مقنن، واختلاف الآراء دائما ما يؤدي إلى اتخاذ القرار الصحيح واختيار الآلية التنفيذية المناسبة، حيث يمكن المزج بينهما وذلك بإقرار المناسب واستبعاد الضار، دعونا نسأل ما الفائدة من تجنيس المميزين والمبدعين غير السعوديين؟ الجواب: الاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم الاستثنائية في كل المجالات والمسارات. السؤال الثاني: ما المجالات التي نحتاج فيها إلى مبدعين ومميزين وليس لدينا ذلك الاكتفاء؟ الجواب: متروك لأصحاب الاختصاص في كل قطاع، فمثلا: وزارة الصحة ترشح من ترى الحاجة إليه. ووزارة التعليم ممثلة في جامعاتها: ترشح من ترى أنها بحاجة إليه. ويقاس على ذلك بقية القطاعات الأخرى.

إن وجود ضوابط للتجنيس مهم للغاية، لكي لا يتم تكرار تجربة حصول القيادات التنفيذية في القطاع الخاص على المزايا المادية والوظيفية رغم وجود كفاءات سعودية بإمكانها أن تقوم بذات المهمة مع فارق في المزايا الوظيفية. ولا بد من الإشارة أن هناك عاملين لهجرة الأدمغة أو سعيها للاستقطاب، أحدهما أن بيئات بلدانهم طاردة للعقول بسبب مشاكل سياسية أو اقتصادية، فلا بد أن ننتبه أن الدوافع قد تختلف، والآخر بسبب وجود أنظمة وإجراءات جاذبة في البلدان المهاجر إليها من شأنها رعاية الإبداع والاستفادة منه، ومن هنا لا بد أن نضمن أن الحاصل على الجنسية لديه موهبة وإبداع استثنائي.

ضوابط التجنيس ينبغي أن تشمل: رغبة الشخص المجنس في العمل ويكون بطلب منه، وأن يكون حاصلا على براءة اختراع في المجال نفسه من جهات معروفة، وأن يتم التأكد بوجود ندرة في هذا المجال أو الفن في البلد، وأن يكون الترشيح دقيقا وفق معايير وشروط وغير فردي، وأن يحترم المجنس التقاليد والأعراف الاجتماعية، وأن ينقل تلك الخبرة والإبداع إلى البيئة التي يعمل فيها، وأن يشرف على التجنيس هيئة مستقلة تنظم عملية الاستقطاب تحت مسمى (الهيئة العامة للإبداع)، فمن الضروري أن نفرق بين المبدع الحقيقي والمتظاهر بالإبداع.