فيما تحتجز القوى الأمنية أكثر من 100 شخص ممن شاركوا في تظاهرات غاضبة الليلتين الأخيرتين، كشف وزير المال في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حسن خليل، أمس، أن الحكومة الجديدة قد تبصر النور قريباً، وقال: نحن على عتبة تأليف حكومة من 18 وزيراً اختصاصياً.

إلى ذلك، أوضح في تصريحات من عين التينة، مقر رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في بيروت، أن هناك تقدماً ملحوظاً في عملية التشكيل الحكومي التي يقوم بها الرئيس المكلف حسان دياب، قائلاً: «تقدمنا إلى حد كبير، نحن على عتبة تأليف حكومة جديدة، لافتاً إلى أن الحكومة ستتألف من 18 وزيراً اعتمد فيها معايير موحدة.

وأكد خليل أن اللقاء بين بري ورئيس الحكومة المكلف كان إيجابياً وأمّن مناخات تتيح تشكيل حكومة من اختصاصيين، تمثل أكبر شرائح ممكنة.

تظاهرات

وخرج آلاف اللبنانيين إلى الشوارع والساحات وقطعوا الطرق منذ 17 أكتوبر احتجاجاً على أداء الطبقة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد ويحملونها مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي وعجزها عن تأهيل المرافق وتحسين الخدمات العامة الأساسية.

ويضع دياب وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية، أمس، اللمسات الأخيرة على صيغة حكومية يعتزم تقديمها قريباً إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، في حين يطالب المتظاهرون بتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، لكي تضع خطة إنقاذ للاقتصاد المتداعي، كما تحضر لانتخابات نيابية مبكرة.

100 محتجز

تحتجز القوى الأمنية 100 شخص على الأقل ممن شاركوا في الليلتين الأخيرتين في تحركات غاضبة في بيروت استهدف بعضها المصارف، وفق ما أكد محامون مواكبون لملفاتهم.

وشهدت بيروت ليل الثلاثاء مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية تسببت بسقوط جرحى من الطرفين، تخللها إقدام محتجين في شارع الحمرا على تكسير واجهات عدد من المصارف وتخريب أجهزة الصراف الآلي، للتعبير عن غضبهم من القيود المصرفية المشددة. وإثر ذلك، أعلنت قوات الأمن توقيفها «59 مشتبهاً به في أعمال شغب واعتداءات».

وتجدّدت ليل الأربعاء المواجهات، إثر تظاهر المحتجين أمام مقر قيادة شرطة بيروت، مطالبين بإطلاق سراح المحتجزين من الليلة السابقة، فيما استخدمت قوات الأمن القوة لتفريق المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة، واعتقلت عدداً منهم.

إصابة 47

وأحصى الصليب الأحمر اللبناني إصابة 47 شخصاً بجروح، تمّ نقل 37 منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. ولم يسلم عدد من المصورين والصحافيين من التعرض للضرب، بعضهم أثناء قيامهم ببث مباشر على القنوات المحلية.

وكتب المدير التنفيذي للمفكرة القانونية، منظمة غير حكومية، المحامي نزار صاغية في تغريدة أمس «مجموع الموقوفين مئة. إنه جنون»، فيما دعا محامو الدفاع عن المتظاهرين إلى وقفة احتجاجية «رفضاً للتوقيفات التعسّفية.. وانتصاراً للحق بالتظاهر» أمام قصر عدل بيروت.

ودعا أساتذة في الجامعة الأمريكية في بيروت إلى وقفة مماثلة أمام جامعتهم رفضاً «لاستعمال القوى الأمنية للعنف وقمع المتظاهرين السلميين، وتضامناً مع كافة الموقوفين في المخافر من جميع الأعمار والجنسيات خصوصاً تلاميذ جامعتنا الذين كانوا يتظاهرون ويعتصمون سلمياً».