لا يمكن لأي أمة من الأمم أن تتقدم وتسابق الزمن وتسير بالركب الحضاري والثقافي إلا من خلال الثقافة وزرعها في نفوس النشء. وهذا الدور يأتي من خلال دعم المكتبات المدرسية في مراحلها الثلاثة (بنين وبنات) بالكتب المتنوعة والثرية، مثل كتب الفلسفة والرواية والشعر والسيّر، لأنه مع الأسف الشديد دور المكتبات المدرسية تجاه الطلاب ضعيف جداً، أو قد يكون مغيباً تماماً.

الثقافة تصنع شبابا مثقفين ينهضون ببلدهم في شتى المجالات، لذا فإن التركيز على القراءة منذ الصغر يسهل للطالب الالتحاق بأي تخصص، ولذا نأمل من وزارة التعليم التي بدأت تفعّل دورها وتقوم بأعمال تصب في مصلحة الطلاب، إضافة إلى حصة ضمن المقررات المدرسية تسمى «القراءة»، يقوم عليها معلمون أكفاء، وأن تتوفر في مكتبات المدارس جميع الكتب المتنوعة، وأن يسمح للطلاب باستعارتها لأنه في السابق كان دور المكتبة يقتصر على بعض العروض المرئية لبعض المسرحيات الرجالية والأناشيد أو الشيلات التي مع الأسف تعلق بها الجميع وأصبحت صديقة للجميع. تفعيل دور المكتبات المدرسية بزرع القراءة في نفوس طلابنا وطالباتنا أمر جيد ومطلوب، لأنه مع الأسف الشديد يتخرج الطالب أو الطالبة من المرحلة الثانوية ومستواه الثقافي ومعلوماته العامة متدنية كما هو حال بعض المعلمين.

نرغب بشباب مثقف واع لأن الثقافة عدو للتطرف وداعية للتسامح والمحبة والسلام بين الشعوب في مختلف أديانها وتياراتها، لم نسمع مثقفاً فجر نفسه أو دعا إلى قتل الآخر، فالمثقف لا يستطيع أي تيار أو فكر متطرف أن يسيطر عليه لأنه أكثر الناس وعياً بكل ما يدور حوله، والقراءة والثقافة مهمتان في حياة الجميع، لأن الحصول على الشهادات العليا لا يصنع من الإنسان مثقفاً.. والقراءة لا تتوقف عند سن معين أو مرحلة معينة، فالإنسان يقرأ حتى تنقضي حياته.