(1)

نحب دائماً أن نكون المدللين والمدلعين والأبناء الأكثر حظوة لدى مديرينا. ولكن هذا الأمر لا يعود دائماً علينا بالنفع والتميز على المستويات الطويلة، خصوصاً في بيئاتنا العملية التي تختلط فيها الرؤى الشخصية مع الاجتماعية مع الوظيفية.

(2)

قبل فترة نشرت مقالة في «هارفرد بزنس ريفيو» للباحثة الإدارية ليز كيسليك. تكلمت فيها عن لعنة أن تكون الابن المدلل لدى مديرك في العمل. ورغم أن هذه الخصلة فيها مكاسب مثل ما نتوقع دائماً، إلّا أن الكاتبة تحدثت فيها من واقع خبرتها التي تقول إنها تتجاوز 25 عاماً في الاستشارة لدى عدد من القيادات الوظيفية.

(3)

بعد استفاضة في معنى الاهتمام والدلال الوظيفي الزائد، تقول الكاتبة: إن تدليل المدير لك، سينجم عنه عدد من المشاكل:

الأولى: أن مشاعر الحسد تجاهك بسبب قربك من موقع السلطة، ستبدأ بالسيطرة على دواخل زملائك. وبالتالي فهم سينظرون لك بأنك المندس والجاسوس بداخلهم، وعليه فمن الطبيعي أن تنتهي بينك وبينهم مشاعر الصداقة والزمالة والتعاون التي يجب أن تسود في بيئات العمل الجيدة، والتي يبحث عنها كثير من الناس.

الثانية: إذا كنت على درجة فيها مبالغة من القرب من مديرك، فإنك ستفقد إلى حد ما استقلالية قرارك وقدرتك على التفكير بموضوعية، لأنك مع الوقت ستبدأ بتبني نفس طباعه وأفكاره وقيمه التي يتكلم عنها. وهذا الأمر من الطبيعي أنه سيقتل فيك مناطق الإبداع، وستضمحل مع مرور الوقت صورتك الذاتية الخاصة بك.

الثالثة: أنك في هذه العلاقة الدلالية مع مديرك، تمثل الطرف الأضعف. ومن المرجح أن يتم تغييرك واستبدالك بشخص آخر. حيث إن غالبية المديرين الأقوياء لا يعتمدون على أشخاص دائمين.

الرابع: كونك المفضل لدى مديرك في العمل، هذا الشيء قد يعرقل طموحاتك في التطور الوظيفي. لأن مديرك سيكلفك بعدد كبير جداً من المشاريع ولن يترك لك الوقت الكافي لإنجازها بالشكل الأمثل.

(4)

حسناً.. ماذا لو كنا متميزين ورائعين ونعمل من أجل تمييز أدوارنا الوظيفية، والتي سوف ندخل بها بالضرورة ضمن دائرة المدللين من مديرينا. ماذا نعمل حينها؟ هل نتصادم مع مديرينا لنتلافى الوقوع في هذا المأزق؟

(5)

تمضي الكاتبة لتقول لنا إنه يتوجب عليك اتخاذ أحد هذه التكتيكات الثلاث لتتجاوز سلبيات هذه الأزمة، إذا أصبحت في دائرة الاهتمام من قبل مديرك بناء على جودة وتميز أعمالك وأدائك:

1/ لا تغالي أبداً في تقدير نفوذك. وذلك بأن تحافظ على دورك كشخص يجيد العمل بروح الفريق، ولا تؤدي دور مراسل المدير أو تبوح بالأسرار التي تؤتمن عليها أو تسنح لك الفرصة بالإطلاع عليها فجأة.

2/ حافظ على موضوعيتك، أو أعد تنشيطها. بحيث يمكنك حينها التغاضي عن الخلافات مع مديرك حول أمور العمل، وتفاعل مع المديرين التنفيذيين الآخرين للتعلم من رؤاهم وخبراتهم.

3/ حافظ على خيارات تطور مسيرتك المهنية. حيث يتوجب عليك التفكير في خطواتك المستقبلية المحتملة، مع الاستمرار في البحث عن الطرق والأساليب المناسبة لتعزيز علاقاتك مع القادة الآخرين.