للإنسان في الإسلام حقوق في حياته وبعد مماته، ومن ذلك حق الميت وذويه بالتعرف على قبره، سواء لحقهم بمعرفة مكانه، أو لما يترتب عليه من تحقيق مناط النصوص الشرعية بزيارة القبور وما فيها من عظة وعبرة والدعاء للأموات.

وفي التاريخ الإسلامي فضلا عن الجغرافيا الإسلامية نجد في كل البلاد الإسلامية العلامات على قبور المسلمين والشواهد التي يُعرف بها صاحب القبر، في حين أن المعمول به لدينا «مبالغ» فيه، حيث حُرّم وضع الشواهد بالأسماء، وحتى الأرقام، بل حتى العلامات التي تدل على قبره، ويقوم بين وقت وآخر بعض المتطرفين بإزالة هذه العلامات وفقا للفتاوى التي جاءت في سياق الإلزام، وبعد الشحن بأن المنكر ينكر باليد، فصار كل متشدد يلزم الناس برأيه وينكر بيده دون مراعاة للخلاف وحقوق الآخرين من المجتهدين والمقلدين، فضلا عن إلزامهم بالرأي الآخر، وإزالة ما يخالفه في «تغول» على الاجتهاد و«تطاول» على الدولة.

وبلغ التشدد منع إضاءة المقابر والمظلات الشمسية، وتحريم حتى توزيع المياه للمشيعين، ويجب أن تبقى هذه الفتاوى غير ملزمة على الأفراد فضلا عن الدولة التي يجب أن تدار بالقوانين لا الفتاوى.

وإن كان يكره الكتابة على القبر عند الجمهور فقد أجازه أبوحنيفة، ومثله قبر شيخ مشايخ القصيم الشيخ عبدالرحمن السعدي في عنيزة، حيث وضع على قبره شاخص باسمه، وقد صورته ونشرته قبل سنوات.