يخيم الشلل السياسي على العراق، فالمحتجون يطالبون بحكومة جديدة وإصلاحات متعددة، ولكن لا شيء من ذلك يتحقق. وبينما يستمر المحتجون في الخروج إلى الشوارع، يتساقط العشرات بين مصابين وقتلى، ويخوض آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة عمليات كرّ وفرّ مع القوات الأمنية في محاولة لقطع الطرق في بغداد ومدن جنوبية عدة، مع انتهاء مهلة كانوا حددوها للسلطات لتنفيذ إصلاحات يطالبون بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

يطالب محتجو العراق بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة استناداّ إلى قانون انتخابي جديد، واختيار رئيس وزراء مستقل، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين. وبدءا من الأحد، عمد المتظاهرون في بغداد ومدن جنوبية عدة إلى إغلاق الطرق السريعة والجسور بالإطارات المشتعلة، قبل ساعات من انتهاء المهلة المحددة.

حاول هؤلاء القيام بالأمر نفسه، صباح أمس، لكن القوات الأمنية كانت قد جهزت نفسها مسبقاً، إذ أعلن الجيش في بيان أنه اعتقل تسعة متظاهرين وأعاد فتح الطرق الرئيسية في العاصمة، أفاد صحفي أن مئات المتظاهرين احتشدوا في ساحة الطيران وسط بغداد حيث اشتبكوا مع القوات الأمنية التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء لتفريقهم.

أقدم شبان يرتدون خوذات وأقنعة لحماية أنفسهم من قنابل الغاز المسيل للدموع، على إقامة حواجز معدنية في الشارع في محاولة لإعاقة شرطة مكافحة الشغب. وقال مصدر طبي: إن المواجهات استمرت طوال الليلة الماضية، مما أدى إلى إصابة نحو 20 شخصاً بجروح.

أسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 460 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح. وتعرض الناشطون أيضا لحملات تخويف وعمليات خطف واغتيال في محافظات عدة.