قد تضطر بعض بيئات التكنولوجيا لاستخدام تطبيقات الأمان لتشغيل الشبكة الداخلية، أو كروتين برمجي لتحقيق درجات متفاوتة أو معتبرة من المستوى المطلوب لتشغيل ذلك التطبيق في بيئة العمل أو على شبكة الإنترنت، لخدمة عملاء المؤسسة على المستوى التجاري أو المعاملاتي. كما قد تقوم بعض المؤسسات بإلغاء تلك الإجراءات تفاديا لتعقيدات البرمجة، أو حتى لتسريع الإنتاجية البرمجية، دون إدراك لخطورة ذلك على البيئة التقنية للمؤسسة، أو على عملائها في بيئات منفصلة تماما. كذلك من المنطقي ألا تقوم المؤسسات بإطلاق اعتبارات تطويرية آمنة قبل التعرض لهجمات إلكترونية تؤثر في عمل المؤسسة أو على الأقل، تعيق أو تبطئ العمليات الحاسمة وذات القيمة التجارية المباشرة لها. حينما ننظر بطريقة بسيطة لتفكير «الهكر» أو نقوم بتقييم أبسط تكتيكات الهجمات الإلكترونية فقد نجد عناصر متسللة لتحقيق نجاح الهجوم بشكل لا يعتمد فقط على ذكاء المهاجم أو أدواته، بل يعتمد على ضعف الإجراءات الأمنية المستخدمة من قبل المؤسسة. غالبا ما يقوم «الهكر» بإنشاء مراحل استكشافية للهدف، سواء على المستوى المادي (المرتبط بأدوات المؤسسة)، أو على المستوى الشبكي (المرتبط بوجودها على صفحات الويب)، لجمع معلومات ملائمة وبسيطة لبدء ذلك الهجوم. تلك المراحل الاستكشافية في بداياتها فقط قد تقوم بإرساء السيطرة والتحكم المباشر بأدوات المؤسسة بشكل عام، أو من خلال خبرات «الهكر» ذاته. حينما لا تبادر المؤسسات باستخدام تطبيقات الأمان أو لا تقوم بتغذية الوعي النتي داخلها، قد تكون عرضة لهجمات إلكترونية غير مباشرة (حينما تكون مرتبطة بمؤسسة أخرى تحت التعرض)، أو فقط لأنها تستخدم أدوات مشابهة لتلك المؤسسات لتشغيل البيئة التقنية لموظفيها. تلك المراحل الاستكشافية للهكر قد يتم استخدامها من قبل المؤسسة كذلك لمعرفة نقاط الضعف الحالية ومعالجتها من خلال مسؤولي أمن المعلومات بالمؤسسة أو من خلال أطراف ثالثة كعنصر مهم للاستفادة من الخبرات المحيطة. كذلك ومع تقدم التفكير الهجومي للهكر فقد أصبحت الهجمات الإلكترونية ذات تأثير مستمر ومتطور، كالهجمات المتقدمة المستمرة «Advanced persistent threat»، حيث لا يقوم الهجوم على أساس الإنجاز السريع فقط، بل يقوم على التواجد المستمر في بيئة المؤسسة دون معرفتها، وتطوير أدواته بنائها على تقدم قدرات المؤسسة. كما يصعب كثيرا اكتشاف تلك الأنواع من الهجمات وحتى التعامل معها بهدف تجنبها، وحتى لاستعادة النظام الأمني للمؤسسة. ومع اختلاف وتفاوت أهداف الهجمات الإلكترونية أو حتى أدوات ذلك الهجوم، يجب على المؤسسات تفعيل أدوات المراقبة الأمنية بشكل منتظم، بجانب الاطلاع المنتظم كذلك على جديد المجتمع الإلكتروني لتغذيه الوعي الأمني الداخلي لها، كذلك لمشاركة المجتمع التقني والاستفادة منه وإثرائه، حيث إن أنظمة الأمن المعلوماتي لا تهدف لمنع الهجمات الإلكترونية بشكل مطلق، بقدر حاجتها إلى التطوير والمراجعة المستمرة لاكتشاف الهجمات والتعامل معها بطريقة سريعة لتجنب الانتشار داخل معدات المؤسسة، مما يزيد من تكاليف الاستعادة، ويزيد مخاطر الوصول لأدواتها ومصادرها المهمة.