إلى أجساد كل الفتيات اللواتي قتلن بطشاً وجوراً، واُستحلت دماؤهن باسم العار، على يد من كانوا يعتبرون آباءً وإخوة وسنداً وملجأ، طيب الله ثراكن.

ندى، حالة من الحالات التي تتوجع النفس عند سماع قصتها، فهي فتاة في زهرة شبابها، سُفِك دمها بكل بساطة ووحشية وأمام مرأى العالم من أخيها، وأياً كانت الأسباب فهي لا تبرر هذا الفعل الشنيع.

جميعنا نعلم أن هذا الحدث لم يحدث إلا وخلفه تراكمات من الأحداث، جميعنا ندرك أن الأخ لم يتجرأ ويفعل فعلته الفظيعة، إلا وقد مارس التسلط الوحشي مراراً وتكراراً من قبل، والمجتمع يتجاوز عن أمثال أعماله دائماً ويتغاضى عنها، بعد أن أمن العقوبة. ما يثير العجب، هو أن البعض يصف هذا الحدث «بالفضيحة»، ويقولون إنه كان يجب حله بالكتمان، ولكننا نقول حتماً لا، هو (صرخة) توقظ المجتمع ليعي جيداً أن ندى ما هي إلا حالة طفت على السطح من بين مئات الحالات التي لا نعلم بها، وتلك التي كنا نسمع قصصها تتداول بين أفواه الناس، ندى أثارت العشرات من التساؤلات بين أفراد المجتمع، كتلك التساؤلات عن كيفية ردع من يحملون أفكار «أخو ندى»، الذين - مع شديد الأسف- يمثلون نسبة لا يستهان بها من ذكور المجتمع. ويبقى ذلك السؤال المهم، ما هو مصير «أخو ندى»، وتلك الحيرة التي نشعر بها تجاه الوحدات الاجتماعية والأسرية وعن دورها الضعيف وضوئها شبه الخافت؟.

في النهاية يجب أن نشدد على أن الرجال الشرفاء كُثر، ممن يضعون المرأة في مكانتها الصحيحة، ويقتدون بسنة حبيبنا المصطفى صلوات الله عليه، ويدركون أنها شقيقة لهم، وأن ديننا دين الإنصاف والعدل واللين.