كتبت هنا في ديسمبر الماضي عن «يوم العربية» السنوي في اليونيسكو، واليوم أعود للكتابة عن لغتنا الوطنية والقومية والدينية والإنسانية، وذلك بعد أمرين:

أحدهما، مباشرة وزارة التعليم تدريس اللغة الصينية، إذ كشفت المتحدثة الرسمية للتعليم العام في السعودية، عن بدء ‏تدريسها مع بداية الفصل الدراسي الثاني الحالي، في 8 مدارس للبنين بالمرحلة الثانوية للمقررات، 4 منها في الرياض، و2 في جدة، و2 في المنطقة الشرقية.

وأكدت، عبر تغريدة في حسابها الرسمي على «تويتر»، «ستكون مادة اختيارية للتسجيل، وتمثّل المرحلة الأولى من خطة الوزارة لتدريس اللغة الصينية على نطاق أوسع يشمل الطالبات». كما أُعلن أن التعليم تدرس إدخال اللغة الألمانية في المناهج.

ثانيهما، واقع اللغة العربية المحزن في الجيل الجديد، حيث التقصير في تعليمها، وسوء المخرجات تحدثا وكتابة. فلا نحن حافظنا على لغتنا، ولا نحن تعلّمنا لغات غيرنا.

والحل -في نظري- هو العمل الجاد المتوازي بين خطين متزامنين: أحدهما، تطوير فاعل لتعليم لغتنا العربية، من ناحية المناهج والمعلمين والاختبارات. وثانيهما، إدخال مزيد من اللغات العالمية من المرحلة الابتدائية، وعدم الاقتصار على الإنجليزية والصينية والألمانية، وذلك كاللغة الفارسية والتركية والعبرية لأنها لغات المنطقة، و«من تعلم لغة قوم أمن مكرهم»، فضلا عن اللغات العالمية المفيدة كالفرنسية والإسبانية، إضافة إلى الروسية واليابانية، ولكن ليس على حساب لغتنا العربية التي أصبحت في حال يرثى لها، للأسف الشديد.