استعرض خبراء عالميون ومحليون مختصون في تكنولوجيا المستقبل والأمن السيبراني والتحول الرقمي الحكومي أبرز الفرص والمجالات المستقبلية التي تستهدف آلاف الطلاب والطالبات من خريجي جامعات المملكة سنوياً، وتوقعوا في مداخلات لهم خلال ملتقى «مستقبل التقدم» الذي عُقد بالرياض، أمس، أن تشهد السنوات القليلة المقبلة اختفاء عدد من الوظائف والصناعات، وأن يكون التحدي الأكبر للعالم هو خلق وظائف جديدة تناسب متغيرات سوق العمل، وتواكب قطار الرقمنة والتطور التكنولوجي الكبير.

استثمار

أكدت المؤسسة والمديرة التنفيذية لمعهد المستقبل رجاء مؤمنة أن التحول الإبداعي دائماً ما يبدأ بقصص النجاح برؤية مبينة على أن أنجح الرؤى التي تُبنى على مكامن القوة، وقوة وطننا في شبابه الذي يمثل النسبة الأعلى مقارنةً مع مجموعة دول العشرين.

اختفاء

توقع مخترع «مؤشر المستقبل» المؤلف والمحاضر أيان خان، اختفاء عدد من الوظائف في المستقبل، متوقعاً توقف عدد من المهن وخلق وظائف جديدة في المستقبل، وقال «التكنولوجيا تُغير العالم بوتيرة سريعة جدا، الذكاء الاصطناعي، والبيانات المتسلسلة، والسيارات المستقبلية، والروبوتات، تتطور بمعدل لم يسبق له مثيل، وهو ما سينعكس على حياتنا، وجوهر الإنسان».

وأضاف «سيكون التحدي الكبير أمام العالم هو توليد وظائف جديدة لم تكن موجودة، ستغير التقنية العديد من الصناعات، وستتوقف مهن عديدة عن العمل في السنوات القليلة المقبلة، مع ظهور فرص جديدة، وينبغي على الشركات والمنظمات أن تتحرك لجذب أصحاب المواهب والمبدعين الذين يمتلكون مهارات خاصة».

خيال علمي

دعت الكاتبة الألمانية الدكتورة إلسا سُتِريادِس - صاحبة أعلى الكتب مبيعا - إلى استخدام الخيال العلمي في إطلاق المبادرات والمبتكرات التي تساعد على التحول السريع نحو المستقبل.

وبين خبير الروبرتات والذكاء الصناعي الهولندي كريستيان كروم، أن العالم كله يتجه نحو الرقمنة وأن التقنية المتسارعة تمهد لولادة اقتصاد جديد، مشيراً إلى أن البيانات المتسلسلة ستسهم في تجديد النظام النقدي وستقوم التكنولوجيات النانوية بتعطيل صناعات بأكملها.

وأضاف أنه سيكون لتقنيات مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والعمليات المتكاملة والبيانات المتسلسلة تأثير كبير على التخطيط في الأعمال التجارية والمجتمعات وحياتنا الشخصية، وعلى الرغم من كونها واعدة، إلا أننا سندرك أن التكنولوجيا هي سفينة فارغة.

تساؤل

وضعت خبيرة تطوير الأعمال لميس هذباوي، خارطة طريق لنجاح الخريجين الجدد في الجامعات والمدارس خلال ورشة عمل عن مهارات الاتصال والتوظيف في 2030، وتساءلت «في كل عام يتخرج أكثر من 70 ألف طالب وطالبة بالسعودية، فما الذي يجعل كل واحد منهم يبرز وما الشيء الذي يجب عليهم القيام به بعد التخرج؟».

وأجابت «عادةً ما يكون هدف الخريجين هو تأمين التوظيف أو بدء عمل تجاري جديد، وللقيام بذلك يحتاج الخريجون إلى أن يكونوا قادرين على توفير الراحة لصاحب العمل المحتمل، وتسويق أنفسهم بصورة مبتكرة، وهذا يتطلب من الخريج تطوير هويته التجارية الشخصية، وأن يكون قادرا على إظهار مهاراته وتسويقها بشكل جيد في سوق العمل».

انخفاض

أبانت خبيرة التعليم الإلكتروني الدكتورة منيرة جمجوم، أن معدلات الالتحاق بالجامعات على مستوى العالم تنخفض، مؤكدةً أن احتياجات سوق العمل تغيرت.