أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، أن المملكة جعلت من أولوياتها تجديد الخطاب الديني، وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح، ومواجهة خطابات الغلو والتطرف والأحزاب المنحرفة، وتعزيز ثقافة الحوار على جميع المستويات، والتركيز على شريحة الشباب من الجنسين، تأهيلا وتدريبا ورعاية للموهوبين، وتمكينا لهم من التأثير في المجتمع، بوصفهم يمثلون النسبة الأكبر.

ونقل آل الشيخ في كلمته، خلال ترؤسه وفد المملكة في مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وتمنياتهما بأن يديم الله على مصر -رئاسةً وحكومة وشعبا- الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار.

تنسيق

ثمّن آل الشيخ التنسيق والتكامل بين المملكة ومصر في ملفات الشؤون الإسلامية، وتعزيز الوسطية والاعتدال، وتجديد الخطاب الديني، ومكافحة الغلو والتطرف والإرهاب، ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتيسير، بما يتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية وأحكامها، ولا يتعارض مع ثوابت الإسلام وقيمه الراسخة، ولا مع القيم العربية ذات الأصالة الخالدة، وذلك بدعم غير محدود من القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين.

وأكد أن المؤتمر يعقد في وقت تواجه فيه الأمة تحديات كبيرة، لها تأثيرها على أمن المنطقة واستقرار دولها وتعايش شعوبها، ويأتي في سياق الجهود الكبيرة التي يبذلها الأزهر الشريف، بمشاركة عدد من الدول بأوراق العمل والبحوث والنقاشات التي سيثريها كبار العلماء والباحثون في مختلف محاور المؤتمر وجلساته.

نتائج

أبدى آل الشيخ تطلعه إلى أن يخرج المؤتمر بنتائج قيّمة وتوصيات نوعية، تنعكس إيجابيا على واقع المسلمين في قضايا التجديد في العلوم الإنسانية المختلفة، ومواجهة الفكر التكفيري المتطرف، وتفعيل المؤسسات الدينية في تطوير الخطاب الديني، ورؤية الفكر الإسلامي للتعايش الإنساني بين أتباع الأديان والمعتقدات والمذاهب، ومعالجة المشكلات الفكرية، واستثمار القوة البشرية في التنمية الاقتصادية والنهضة الحضاري.

اجتهاد

قال آل الشيخ «إن تجديد الخطاب الديني ليس ببدع من القول أو الفعل في الإسلام، فلم يزل علماء المسلمين يولون مسألة الاجتهاد عنايتهم، لأن بالاجتهاد ينظر العالم في الأدلة ويعملوها حسب الدلالات والمتغيرات، خصوصا أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، ولكل حال وصلاحيته لهذه الأمور ليست من جموده بل إنما هو من التجديد الذي يفهمه العلماء».

وأضاف «تجديد الخطاب الديني ليس كما يفهمه المنغلقون، بأنه تغير للشرع أو هجوم على الثوابت أو تحريف للكلام عن مواضعه، وإنما هو أعمال للشرع وتدبر للخطاب وبيان لكون القرآن خوطب به آخر الأمة كما خوطب به أولها».