نقف على عتبة المركاتو الشتوي الذي سيسدل ستاره بعد ساعات قليلة. إذ سارعت بعض الأندية إلى ترميم صفوفها بعناصر محلية وأجنبية، وربما يكون للأولى النصيب الأكبر من التحولات، إذ شهدت الساحة حراكا غير عادي في هذا الجانب. أسماء لها قيمتها كـ«الصليهم ومدالله وكادش والعبسي واليامي» وجملة نجوم، فضلوا تغيير المكان. ولا شك أن تلك التحولات ستغيّر في قالب المنافسة، وستحيي روحا جديدة.

وإذا أردنا أن نتحدث عن العنصر الأجنبي، فقد يكون الأرجنتيني «بانيجا» الأكثر وهجا بين الصفقات، ويراها رئيس نادي الشباب أنها لا تقل عن انتقال قائد البرازيل -في أواخر السبعينات الميلادية- «ريفلينو» إلى الهلال، والأكيد أن ابن التانجو صانع ألعاب ماهر، ولكن هل سنرى ذلك في صفوف الليث الذي يعتمد في طريقة الأداء الذي يجسده على التحصينات الدفاعية.

جملة القول، خلافا لمن كسب الصفقة الأفضل محليا أو خارجيا، الواجهة ستتغير، وضغط المباريات سيكون محصورا على الهلال، وسيطال الأهلي والتعاون والنصر بعد دلوفها إلى الصراع الآسيوي للأندية، وإن كان الهلال يعيش تلك الأجواء من بداية الصيف الماضي، والذي بدأ على غير العادة بمؤشر عالٍ لخوض عراك الجزء الأخير من المقارعة الآسيوية، التي حقق مجدها بجدارة، وألقى الإرهاق بظلاله على عطاء الفريق خلال المنافسات الأخيرة في الدوري المحلي، ولم يعد إشعاع الهلال كالسابق، لأن الأحمال باتت ثقيلة على العناصر التي اجتاحتها الإصابات، لكن المجموعة عادت إلى التكامل مع استهلال القسم الثاني، بعد أن استراح أكثر من لاعب قرابة 20 يوما بين غرفة العلاج والإجازات الخاصة، التي دارت على الجميع بطرق مختلفة.

وإذا كنا ننشد تجلي مستويات جيدة في قادم الأيام لكل الفرق، يتعين أهمية المشاركة بشكل فعّال لشبابنا الواعد، الذين جسدوا أفضل العطاءات في المشوار الآسيوي، وخسروا اللقب بشرف في الرمق الأخير، ومَنْحِهم الفرصة كاملة لكسب الحسنيين: لتخفيف الأحمال على العناصر الأساسية، وفي الوقت ذاته تعزيز مؤشرهم الفني، كي نحافظ على منتخب الأمل.