يدرك الحوثيون جيدا ما الذي يعنيه دخول مأرب، فاتخاذ هكذا قرار يعني انتهاء الحوثيون وإلى الأبد، فإذا كانت الميليشيات الحوثية خسرت المئات من مقاتليها في جبهة نهم، وحشدت لتلك المعركة كل قواتها، وذلك في ظل انسحاب الجيش الوطني من بعض المواقع، حيث تعد تصريحات محمد البخيتي بأن هناك وساطة دولية أوقفتهم عن التقدم نحو مأرب دليلا واضحا على ضعف هذه الميليشيات، وأنها لا تقوى على المواجهة الحقيقية للجيش الوطني، وخير دليل على ذلك فشل مئات الهجمات الحوثية على مواقع الجيش الوطني في جبهة نهم وغيرها من الجبهات، ولم يعودوا منها إلا بخفي حنين.

صحيح أننا خسرنا بعض المواقع في جبهة نهم، لكن ذلك لا يعني خسارة المعركة، فحربنا مع الحوثيين لم تبدأ بعد، ولنتذكر أن الحوثيين وصلوا إلى عدن وعندما وُجهت لهم البندقية لاذوا بالفرار، وهم محاصرون الآن في مناطق الشمال التي تعد الحاضنة الشعبية لهم من المغرر بهم، ومن ليس لهم حيلة إلا الرضوخ للعبودية التي يطبقها الحوثيون.

عودة إلى جبهة نهم وإلى الفيديو الذي بُثّ بالأمس، وظهرت فيه بعض العربات والآليات العسكرية التي أصبحت خارجة عن الخدمة، لكن الحوثيين سوقوا النصر الوهمي لأتباعهم، وبأن النصر كان بالتأييد الإلهي، وحسب معرفتي بطبيعة المكان ما عُرض هو عبارة عن أماكن الصيانة للعربات والآليات العسكرية الخارجة عن الجاهزية، والبعض مما عُرض كانت معدات حوثية استُخدمت في هجومها ع المواقع، ناهيك عن أن الحوثيين أغفلوا خسائرهم البشرية والبعض منها من القيادات البارزة، وتمت تغطية ذلك بتسويق نصرهم الوهمي.

أيها الحوثيون لا تفرحوا كثيرًا، فالمعركة لم تحسم بعد ورجال الجيش الوطني في أتم الجاهزية لدك حصونكم الهشة التي سرعان ما تتهاوى أمام ضربات الجيش، فمتى ما ضرب الجيش اعلموا أن الضربة ستوجع كثيرًا وسيسمع صداها في كل مكان، وحينها ستكون بيوت الله جاهزة لقصفكم، ومنازل المواطنين مستعدة لردة فعلكم، والأطفال يستقبلون ضرباتكم العشوائية بكل صدر رحب، فلم يعد هناك ما يخيفهم فهم هاربون من جحيمكم إلى نار الحرب.

أيها الحوثيون أنتم لعنة حلت على الشعب اليمني، والأيام القادمة لن ترحمكم، ولن يغفر لكم أحد، فلم يعد هناك من التصرفات السيئة إلا وقمتم بها، ولا نجاة لليمن إلا بالخلاص منكم وأمثالكم، فلا نريد عراقًا جديدة وطهران أخرى، فأفكاركم وخدعكم وكذبكم واضحة لشعبِ الإيمان والحكمة، فالشعب أذكى مما تصورون، لكنهم ينتظرون اللحظة المناسبة التي سيخرج فيها الصغير قبل الكبير، والمرأة قبل الرجل ليقولوا كلمتهم المشهودة «لا حوثي بعد اليوم».