انحسار المواهب الكروية التي كانت تملأ الملاعب في السابق عطاء وجمالية أفلت بشكل لافت، وتحديدا في الفرق الكبار التي أصبحت تعتمد على المصانع الأخرى لتوريد المواهب الشحيحة والاستفادة منها، تلك الظاهرة تحتاج إلى التوقف عندها والتعرف على الأسباب!!.

هل هناك خلل في الطريقة التي تسلكها الأندية؟ أم أن المواهب فعلا لم تعد تتجلى كحال السنوات الماضية؟ لأن ميولها ربما اتجه لجوانب أخرى، ولا يمكن أن نغفل عن الأجهزة التدريبية المتخصصة في إنتاج تلك الفئة.

أسئلة عريضة محدودة المسافة واضحة المعالم لا بد من التوقف عندها، والأكيد أن المواهب عندما تقدم نفسها كحال المنتخب الأولمبي السعودي الذي ظهر بثوب جيد في المشوار الآسيوي، يتعين أن تمنح الفرصة كاملة في الدوري السعودي لصقل موهبتها وتعزز عطاءها، لأن وجودها في الدكة سيسهم في اندثارها، ولا شك أن وجود ذلك الزخم من اللاعبين الأجانب سيضعف فرصتها، والحل هو إما تصدير المواهب للخارج للاحتراف حتى لو على حساب الاتحاد السعودي لكرة القدم، أو تقليل العناصر الأجنبية إلى 4 وفتح المجال للاعب السعودي لكي يأخذ فرصته كاملة.

وما دام أننا نتحدث بمنح الفرصة والصبر عليها هناك عناصر أجنبية لا تقدم نفسها في البداية بشكل جيد، ورغم ذلك تمنح الفرصة مرات عديدة حتى تتكيف مع وضع الفريق، وأمام تلك الحقيقة يتعين منح الفرصة لشبابنا بشكل كامل والصبر عليهم، لأن الرابح في النهاية الكرة السعودية التي باتت تفتقد مراكز مهمة بسبب سيطرة اللاعبين الأجانب عليها، وشح مشاركة اللاعب المحلي.

إشكالية غياب المواهب ستتضاعف مع تقادم السنين في حال استمرار اللاعب الأجنبي بهذا الكم، ولكي نعمل موازنة في المنافسات المحلية لماذا لا تقتصر مشاركة اللاعب الأجنبي في كأس الملك على 4 عناصر؟ لأن من شأن ذلك تجهيز الفرق السعودية لخوض المعترك الآسيوي، وفي الوقت ذاته تغيير قالب الأداء في الفرق، بمعنى من يملك عناصر محلية سيكون له الحضور محليا في الكأس، وآسيويا في العراك الصعب، عموما القسم الثاني لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان نتمنى أن نشاهد المواهب السعودية التي تجلت آسيويا، لأن الزج بها سيخفف الأحمال على الفرق التي ستدخل الصراع الآسيوي الذي لا مكان فيه إلا للأقوياء، ومن يملك العنصر الأجنبي المميز والمحلي أيضا، سيكون حاضرا في المواجهات الصعبة.