يبدو أن كيل القطريين قد طفح وضاقوا ذرعا بسياسات نظام الحمدين الذي عزل دولتهم عن محيطها الخليجي والعربي، وتخلى عن سيادتها وسلم دفة إدارة بلادهم ومصيرها للأجانب ورهن قرارها السيادي والداخلي لأهواء وتوجهات الأتراك والفرس.

وكسر العديد من القطريين حاجز الصمت، وبدأت شخصيات معتبرة من أهل قطر الأصليين بالظهور عبر مواقع التواصل وانتقاد سياسات النظام والتعبير عن رفضهم سيطرة الأجانب على إمكانات ومقدرات بلادهم بشكل صريح ومباشر.

استياء القبائل

علامات الاستياء بدأت تشق طريقها إلى قبائل لها نفوذ في الأوساط القطرية، وتصل إلى شخصيات ورموز قيادية سياسية وعسكرية وأمنية، فيما بدأت بعض القبائل بالكشف عن عدم رضاها واستيائها من سياسات تنظيم الحمدين، فيما تؤكد تطورات الأحداث في الداخل القطري أن القبائل الرافضة لسياسات تنظيم الحمدين في حالة تزايد، وأن الرفض للحمدين بشكل عام يتسع في الداخل القطري.

ورصدت «الوطن» قيام مواطنين قطريين عبر حساباتهم الشخصية المعروفة في مواقع التواصل الاجتماعي، بالتعبير عن رفضهم للسياسة التي يتبعها النظام الحاكم في قطر، خصوصا محاولات سلخ الشعب القطري عن عاداته وتقاليده ونشر الشذوذ والدعارة بينهم، وتسليم المرتزقة الأجانب مقاليد الأمور وإدارة البلاد حتى أصبح الوافد هو صاحب المكان والمواطن القطري ضيفا غريبا في بلده، يزاحمه على مقدرات وطنه بل إنه تعدى ذلك إلى حرمان المواطن منها ومنحها للأجانب بحسب تعبيرهم.

مواجهة المرتزقة

دارت خلال اليومين الماضيين مواجهات وصدامات مباشرة بين مواطنين قطريين والمرتزقة الأجانب والمجنسين في مواقع التواصل، على خلفية إقامة ندوة علمية لفرق مثليين يطلق عليها «مشروع ليلى» تحث على الشذوذ الجنسي والانحلال، فيما انتقد القطريون إقامة الندوة معتبرين أنها خطة خبيثة تديرها الدولة لتغريب المجتمع ونشر الفاحشة والشذوذ بينهم.

وهاجم الأجانب بقوة القطريين المعارضين إقامة ندوة فرقة الشواذ ووصفوهم بالرجعيين، ولم يقتصر رد مرتزقة عزمي كما أطلق عليهم البعض عند ذلك الحد بل تواصلوا مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بعد إعلان الجامعة المنظمة للندوة إلغاء إقامتها لأسباب أمنية، مطالبين بسحب تنظيم بطولة كأس العالم من قطر لإخلالها بالتزاماتها التي وقعت عليها بخصوص حماية حقوق المثليين والشواذ.

آراء القطريين

قال المواطن القطري ناصر الدرويش عبر حسابه في تويتر «2.6 مليون منهم 300 ألف قطري، والنعم بالباقي وأنتم جزء من نهضة الدولة لكن مزاحمة القطري في بعض الأماكن والاحتجاج على المعاملة المختلفة، وتوصل حتى تعيبونا وتصفونا بالتخلف، هذه قلة أدب والمفروض تلغى إقامة كل زائر لا يحترم القوانين ويحترم الشعب».

وقال أيضا: «نشكر المقيمين على جهودهم ومشاركتهم في نهضة البلد، لكن فكر مليون مرة قبل أن تنتقد المواطنين أو تنتقد البلد ذا الفضل عليك، إن لم يعجبك شيء غادر، محد جابرك تقعد، أما إللي يدرسون في جامعات هذا البلد ويغلطون علينا؛ يجب على الحكومة إلغاء فيزهم بكل بساطة اللي ما يحترم المضيف وجب طردهم».

وأضاف «بعض زملائي في العمل يجيبون أمهاتهم أو آباءهم زيارة لقطر وهم كبار في العمر، وعند سؤالهم ليش تجيبهم وهم كبار يتعبون، بكل بساطة يجاوبونني العلاج أفضل والسعر رمزي، أنا ما امن عليه ولا اعترض لكن لازم يحب يده على هالخدمة ويشكر البلد».

يجب طردهم

وزاد: «الضيف اللي ما يحترم مضيفه لازم ينطرد، نحن نقدر جهودهم ونشكرهم، لكن لما يجونك البعض ويتطاولون وبلغة إنجليزية غير مهتمين إذا كان نقد بناء، هم يبغون يشوهون صورة قطر واستخدام مصطلحات رجعي أو لو كل فيها قلة احترام للمجتمع، كل دول العالم تعاقب على التطاول على البلد». وفي تغريدة أخرى قال: «وزارة الثقافة عندنا حدها تمنع كتب عشان ما يخربون عقول الناس، أما تجيب محاضرات من المخنثين والمترجلات الذين لعنهم رسول الله «عادي» نسويات ذات فكر منحل «عادي»، ملحدين «عادي».

ما السؤال

أما فهد بوزوير فغرد قائلا: السؤال هو: «من هو الذي وراء هذا الاختيار الفاشل من داخل الجامعة؟ وما هي أهدافه؟ وهل يعجز عن دعوة فرق موسيقية «محترمة»، تثري نقاشات الجامعة وتفيد طلابها؟».

وأضاف: «يجب فتح تحقيق بذلك واتخاذ الإجراءات النظامية ضد من كان وراء ذلك من الأساس، القضية فتحت أعيننا على أمر بالغ الأهمية والحساسية يتعدى مسألة «الفرقة المقرفة» وأفكارها، ألا وهي «طبيعة العلاقة بين مؤسسة قطر والجامعات الأمريكية».

بدوره سعد الحمادي قال: «في الآونة الأخيرة بدأنا نلاحظ عدة هجمات وتعديات على هوية المجتمع القطري ومعتقدات دينية ورثناها جيلاً عن جيل! كان آخرها المحاضرة التي ستقيمها فرقة مشروع ليلى بعد أيام في الجامعة.. إلى متى هذا التمادي يا ترى ومن المسؤول!!!».

مشروع جديد

تناول مواطنون قطريون خلال الفترة الماضية مشروعاً جديداً يتبناه النظام القطري لدعم رواد الأعمال، مؤكدين أنه يهدف إلى تفريغ الجهاز الحكومي من المواطنين، لاسيما خريجي جيلي السبعينيات والثمانينيات، وذلك لإحلال أجانب موالين لمستشاري الأمير الحالي تميم بن حمد، وفي مقدمتهم عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة، حيث قال عادل النعيمي: «بدأت إزالة جيل كامل من خريجي السبعينات من الإدارات الحكومية في أواسط التسعينات، علما أن هذا الجيل هو من قام بتقطير الوظائف الحكومية وبدل أن يستمر في العمل تم تسريحه بطريقة تراكمية».

عملية استنزاف

ويتعرض مواطنو قطر حاليا لعملية استنزاف ممنهجة لخزائن وموارد بلادهم، ويتزايد حجم المشاكل الاقتصادية والمالية لديهم، فيما يوجد تذمر شعبي شديد من الناحية الاجتماعية بسبب تردي الأوضاع بشكل عام، خصوصاً غياب عامل الثقة والاستقرار الوظيفي والمعيشي، ويشعر الجميع في قطر بالقلق من مصير البلاد وتدهور الأوضاع، وقرب انهيارها اقتصاديا، واحتمالية خسارتهم للوظيفة أو الاستثمار في أي وقت.

ويلاحظ كثيرون أن أكثر ما يلتمس في الداخل القطري هو غياب عامل الثقة والاستقرار ولجوء العديد إلى التفكير بمغادرة البلاد والبحث عن فرص عمل لهم في دولة أخرى مستقرة، وبدأت هذه الظاهرة تنتشر بشكل مكثف في وسائل التواصل الاجتماعي، وبات التعبير عن هذه المخاوف ظاهرة وعادة يومية أقلقت حسابات السلطات في الدوحة، ما دفعها إلى وضع المحطات والبرامج الإعلامية للترويج لقدرة قطر على الصمود، كالترويج للمساعدات التي قدمتها قطر لتركيا والأردن والتي لم تكن سوى مخططات فاشلة لدعم الإخوان.

ويؤكد العديد من المتابعين للشأن القطري أن مخاوف السلطات القطرية بدأت تتزايد من انفجار الداخل، رغم تشديد الرقابة الأمنية على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وقيام القوات الأمنية باعتقال عدد كبير من النشطاء والناس العاديين الذين حاولوا تقديم صورة صحيحة وحقيقية للأوضاع الداخلية في قطر.

ذهاب المسميات

من جهتها، قالت الدكتورة هيا محمد الدرهم «ذهبت مسميات: ملتقى الفتاة القطرية، وملتقى المرأة القطرية، وأصبحنا نقرأ: ملتقى الشباب، ويجمع بين المرأة والرجل والفتيات والشباب! ما هذا الذي يحصل في المجتمع القطري ؟! ما هذا الاندفاع نحو التغريب ؟!!»

وشددت عايشة الخليفي في تغريدة قائلة: «يا غريب كُن أديب، مَثلٌ يقال عندما يتجاوز الوافد على الدار آداب الوفادة ويبهت أهلها بتجاوزه هذا! ولعل سبب الإكثار من قولها مؤخراً هو التغريب الذي يحسه أصحاب الدار في تجاوزات الغرباء عليها باقتحام آدابها! وما أكثرها». وقال فيصل رحباني: «والله وايد من شباب قطر عاطلين عن العمل، وما يحصلون شغل وين يرحون المساكين؟ وماذا عن أهل قطر الممنوعين من السفر بدون وجه حق».

إجمالي عدد السكان 2.773.221 نسمة حتى يناير 2020

احصاءات قطرية

يعيش 83% منهم في العاصمة الدوحة

عدد القطريين 340 ألف نسمة

الأجانب 2.38 مليون نسمة

نسبة القطريين 12%

نسبة العرب 28%

نسبة الهنود 18%

نسبة الباكستانيين 18%

نسبة الإيرانيين 10%

الأعراق الأخرى 14%