لفتت الحملات الانتخابية الضخمة والمكلفة لبعض المرشحين في انتخابات الغرفة التجارية والصناعية بالرياض، والتي ستبدأ اليوم الثلاثاء، أنظار واهتمام المراقبين والمواطنين، مما جعل البعض يتساءل عن السر وراء التنافس الشديد بين رجال التجارة والصناعة للظفر بعضوية الغرفة وإنفاقهم الملايين، على الرغم من كونه عملا تطوعيا لا يحصلون نظيره على أي مقابل.

تطوير التجارة والصناعة

أكدت مصادر مطلعة لـ»الوطن» أنه إضافة إلى أن غالبية المرشحين لانتخابات غرفة الرياض يهدفون إلى خدمة المجتمع والوطن من خلال الغرفة، والمساهمة في تطوير قطاعي التجارة والصناعة في المملكة، إلا أنه يوجد من لديه أهداف يرغب في الوصول إليها مثل الوجاهة، وتكوين قاعدة علاقات محلية ودولية بحكم الاحتكاك مع المسؤولين ورجال الأعمال، في المملكة وفي جميع دول العالم، إلا أن السبب الأهم هو أن غرفة الرياض أخرجت عددا كبيرا من الوزراء والمسؤولين، مما جعل من عضوية الغرفة محطة مهمة لإبراز إمكانيات رجال الأعمال الإدارية والقيادية مما يجعلهم تحت المجهر لاستقطابهم في مناصب حكومية مرموقة.

ومن أبرز المسؤولين الذين خرجوا من غرفة الرياض وتقلدوا مناصب مرموقة في الدولة، وزير العمل المهندس أحمد التويجري، ووزير الصناعة بندر الخريف، ووزير الإسكان ماجد الحقيل، إضافة إلى العشرات الذين شغلوا مناصب نواب وزراء ووكلاء ومديري عموم في مختلف قطاعات الدولة.

ضخامة الحملات

من المشاهدات التي تم رصدها خلال الفترة الدعائية للحملات الانتخابية هو ضخامة حملات بعض المرشحين واستعانتهم بشركات مختصة غزت بشكل مكثف وسائل التواصل وهواتف الناخبين لإقناعهم بالتصويت للمرشح، فيما اكتفى البعض ببث منشورات عبر وسائل التواصل، كما تصدت والدة أحد المرشحين للتسويق لابنها، وعددت مزاياه والأسباب التي بموجبها على الناخبين التصويت لابنها، بينما وعلى غير المتوقع لم يلجأ معظم المرشحين إلى الاستعانة بمشاهير التواصل الاجتماعي إلا في حالات نادرة، ومع بعض المشاهير الذين لا يعدون من ضمن مشاهير الصف الأول المؤثرين كما يصفون أنفسهم.

تصويت إلكتروني

أكد عضو اللجنة الإشرافية لانتخابات غرفة الرياض محمد المالكي لـ»الوطن»، أن انتخابات غرفة الرياض التي ستنطلق اليوم ستشهد ولأول مرة تمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم إلكترونياً ومن أماكنهم دون الحاجة للحضور، وذلك عبر التصويت الإلكتروني الذي يتميز بالسهولة والسرعة، والذي ينفذ تحت إشراف وزارة التجارة والاستثمار، أما من لا يجيد القراءة والكتابة من الناخبين أو لا يستطيع التعامل مع التقنية فبإمكانه الحضور إلى الانتخابات، وسيقوم فريق اللجنة بمساعدته للإدلاء بصوته.

وعن الحملات الانتخابية للمرشحين أكد المالكي أن المرشحين التزموا بالضوابط والتعليمات الخاصة بالحملات الانتخابية، ولم يتم رصد أي مخالفات جسيمة تستوجب اتخاذ إجراء عقابي أو حرمانا من المنافسة، وجميع ما تم رصده مجرد ملاحظات بسيطة مثل وضع شعار وعلم الدولة أو وضع شعار الغرفة التجارية، وقد تم تصحيح تلك الملاحظات بعد تواصل اللجنة مع المرشحين بخصوصها.

57 مرشحاً ومرشحة

بلغ عدد الناخبين والناخبات الذين يحق لهم التصويت 127.8 ألفا، مشيراً إلى أن الدورة الحالية يتنافس فيها 57 مرشحاً ومرشحة، منهم 42 مرشحاً ومرشحة في قائمة التجار، و15 مرشحاً في قائمة الصناعيين للفوز بـ12 مقعدا؛ 6 مقاعد مخصصة لقائمة التجار، و6 مقاعد لقائمة الصناعيين، في حين ينضم لاحقاً 6 أعضاء معينين ليكتمل عقد المجلس بـ18 عضواً. وفي وقت يدخل المنافسة في هذه الدورة خمس سيدات يأملن الفوز بعضوية المجلس لأول مرة في تاريخ الغرفة، وكانت غرفة الرياض قد شهدت خلال السنوات الأخيرة توسعاً كبيراً في عدد المشتركين بما تجاوز 200 ألف تقريباً.

وخلافاً لأسلوب التكتل الذي ساد الدورات الماضية فإن النظام الحالي يجعل كل مرشح لاعباً مستقلاً في العملية الانتخابية مما قد يضاعف على المرشح جهد التعريف بسيرته العامة والدور المأمول منه في خدمة ناخبيه من منتسبي قطاعات الأعمال تجاراً كانوا أم صناعيين.

تعاقب المراحل الانتخابية

تعتبر تجربة غرفة الرياض من التجارب القائدة والرائدة على مستوى الدول الشقيقة والصديقة في المنطقتين العربية والإسلامية وغيرها من الدول، ولعل أبرز سمات الامتياز في هذه التجربة كونها نشأت منذ انطلاقتها تقريبا على القاعدة الشورية والنهج الانتخابي - إذا استثنينا جزئيًا دورتها الأولى التي تشكلت عضويتها من المؤسسين وعلى رأسهم المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالعزيز بن سليمان المقيرن، وذلك للفترة 1381هـ إلى 1383هـ، وظل المقيرن يتقلد رئاسة الغرفة في كل الدورات من الأولى إلى الخامسة.

وفي إحدى الدورات كانت هناك فترة انتقالية بين رئيسين ترأس الغرفة خلالها الشيخ صالح بن عبدالله الحميدان -رحمه الله- كما تولى الشيخ محمد بن عبدالرحمن الفريح رئاسة الدورتين السادسة والسابعة، أما الدورتان الثامنة والتاسعة فقد آلت رئاستهما إلى الشيخ سليمان الصالح العليان -رحمه الله- ثم تقلد الشيخ إبراهيم عبدالعزيز الطوق رئاسة الدورة العاشرة، ومن الدورة الحادية عشرة إلى الخامسة عشرة آلت رئاسة الغرفة إلى الشيخ عبدالرحمن بن علي الجريسي، وفي الدورة السادسة عشرة تولى الدكتور عبدالرحمن الزامل رئاسة الغرفة، فيما يرأس الدورة الحالية الثامنة عشرة المهندس أحمد الراجحي الذي عُين وزيراً للعمل والتنمية الاجتماعية وتولى الرئاسة من بعده عجلان العجلان.

وتضمنت قائمة أعضاء مجلس إدارة غرفة الرياض منذ انطلاقها نحو 164 عضوًا هم نخبة من الأسماء والخبرات، منهم الآباء المؤسسون لأنجح الأعمال التجارية والصناعية، ومنهم نخب من العقول المميزة.

شروط الترشيح لعضوية مجلس إدارة الغرفة

أن يكون سعودي الجنسية

أن يكون مشتركاً في الغرفة

ألا يقل سنه عن ثلاثين سنة، وتخفض هذه المدة إلى خمس وعشرين سنة إذا كان حاصلاً على شهادة جامعية ذات علاقة بالأعمال التجارية والصناعية

أن يكون قد اشتغل بالتجارة أو الصناعة لمدة ثلاث سنوات متتالية، ويجوز لوزير التجارة والاستثمار تخفيض هذه المدة إلى سنة واحدة لمن يحمل شهادة جامعية ذات علاقة بالأعمال التجارية والصناعية

أن يجيد القراءة والكتابة