استضافت المملكة اجتماع الدورة التاسعة والثلاثين للجنة المرأة العربية، تحت مظلة جامعة الدول العربية وبشعار «تمكين المرأة - تنمية للمجتمع». ناقش الاجتماع مجموعة من التقارير والتوصيات السابقة عن وضع المرأة، وتعزيز دورها في المجتمعات العربية، والدروس المستفادة من جميع أنحاء العالم، إطلاق الرياض عاصمة للمرأة العربية لعام 2020 تحت شعار «المرأة وطن وطموح»، إضافة لرئاسة المملكة لمجموعة العشرين وما يتبع ذلك من اجتماعات تؤكد الدور الدولي للمملكة على المستويات كافة، خاصة فيما يتعلق بدعم وتمكين المرأة، حيث سيشكل هذا الدور كما أوضح الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة الدكتورة هلا بنت مزيد التويجري، بعداً إقليمياً تشارك فيه المملكة المجتمع الدولي بأهم القضايا التي تؤثر في مشاركة المرأة العربية في التنمية وسيسهم في إيصال صوتها. اختيار الرياض عاصمة للمرأة العربية لم ينطلق من فراغ، بل بدعم من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لحرصهما المباشر على تحقيق رؤية المملكة الطموحة 2030، والتي كان لها الدور العميق في دعم وتمكين المرأة السعودية من خلال تلك القرارات والتشريعات التي ساهمت في تعزيز مسيرتها التنموية ومكانتها المحلية والعربية والدولية. فالتعديلات القوية على بعض القرارات الخاصة بوضع المرأة ومدى تمكينها من المرحلة الاستقلالية المتعلقة بشأنها والتي سعدنا بها خلال العام الماضي، جاءت ترجمة لتوصيات الملفات الحقوقية الخاصة بشأن المرأة السعودية، والتي ارتبطت بقضايا اجتماعية بالدرجة الأولى، وتأثرت بمفاهيم اجتماعية خاطئة أساءت لمدى تمكينها من عدمه ! فكانت القرارات متعددة ومن أهمها «القرارات العدليّة» التي تعتبر بمثابة الوقود الذي يُحرّك مركب تمكين المرأة في المجالات الأخرى، وكذلك الدعم لنجاح القرارات الأخرى في المجالات المختلفة، والتي تتطلب أن تكون المرأة فيها عنصراً فاعلاً. وإن كان إغلاق كثير من ملفات المرأة المرتبطة بالمطالبات الحقوقية والشرعية لن يصل لمراحله النهائية على المستوى الدولي أو العربي، وذلك للتغيرات الاجتماعية والتنموية التي تتغير معها المطالبات الحقوقية، إلا أن الحراك التنموي المستمر المشهود له في المملكة سيكون كفيلاً باحتواء جميع هذه المطالبات، ولن تجد مجموعات التقارير المضادة لنا في الجانب الحقوقي للمرأة بعد ذلك مجالاً للانتقاد والمطالبات، والتقليل من الشأن الدولي من تحت ستار وباسم المرأة السعودية! وبما يؤكد لنا أخيراً أن اختيار الرياض عاصمة للمرأة العربية لعام 2020 كان في محله، ما يتطلب أخيراً من «لجنة المرأة» في مجلس شؤون الأسرة التركيز على عرض النماذج الحيّة بشكل دوري، وكذلك النجاحات والتجارب والتحديات التي واجهتها المرأة السعودية على مختلف المستويات، وتجاوزتها بنجاح حتى فازت بتحقيق تمكينها بكل جدارة أمام الدول الأخرى.